( سورة مريم )
* وان منكم الا واردها كان على ربك حتماً مقضياً. [ الآية : ٧١ ]
ان قلت : ظاهر كثير من الاخبار المستفيضة ان المؤمن الموالي لا يدخل النار الكبرى ، وهذه الاخبار ينافي بظاهرها قوله تعالى « وان منكم الا واردها كان على ربك حتماً مقضياً » فانه صريح في انه لا يبقى بر ولا فاجر الا يدخلها.
قلت : الورود غير الدخول ، كما تدل عليه صحيحة الحسين بن ابي العلاء عن أبي عبدالله ـ عليه السلام ـ في هذه الأية ، حيث قال ـ عليه السلام ـ أما تسمع الرجل يقول : وردنا ماء بني فلان ، فهو الورود ولم يدخله (١).
ويشيده قوله تعالى : « ولما ورد ماء مدين وجد عليه امة من الناس يسقون » (٢) فانه ـ عليه السلام ـ ورد الماء ولم يدخله.
وعن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ سئل عن المعنى ، فقال : ان الله تعالى يجعل النار كالسمن الجامد ويجمع عليها الخلائق ، ثم ينادي المنادي ان خذي اصحابك وذري اصحابي ، فوَ الذي نفسي بيده لهي اعرف بأصحابها من الوالدة بولدها (٣).
قيل : والفائدة في ذلك ما روي في بعض الاخبار ، ان الله تعالى لا يدخل احدا الجنة حتى يطلعه على النار وما فيها من العذاب ، ليعلم تمام فضل الله
____________
(١) تفسير القمي : ٢ / ٥٢.
(٢) القصص : ٢٣.
(٣) مجمع البيان : ٣ / ٥٢٦.