(سورة فصلت)
* وويل للمشركين * الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالاخرة هم كافرون. [ الايتان : ٦ ـ ٧ ]
قال الفاضل الاردبيلي قدس سره بعد نقله في آيات الاحكام كريمة « وويل للمشركين » الآية : فيها دلالة على وجوب الزكاة على الكفار ؛ لانه يفهم منها ان للوصف بعدم ايتاء الزكاة دخلاً في ثبوت الويل لهم ، ولكن علم من الاجماع وغيره عدم الصحة منهم الا بعد الاسلام (١) ، الى هنا كلامه طاب منامه.
فان قلت : « الذين لا يؤتون الزكاة » صفة كاشفة على طريقة الالمعي الذي يظن بك الظن ، فيدل على ان المراد بالمشركين من لا يؤتي الزكاة ، واطلاقه عليه من باب المبالغة ، كاطلاق الكافر على تارك الحج في قوله « ومن كفر » وكذلك حصر الكافرين بالاخرة فيهم ، للمبالغة والاشارة الى غاية اهتمامه تعالى بشأن الزكاة ووجوب اخراجها.
ويدل عليه بعض الروايات ، كرواية ابي بصير عن ابي عبد الله ـ عليه السلام : من منع قيراطاً من الزكاة ، فليس بمؤمن ولا مسلم (٢).
وقوله « وهم بالاخرة هم كافرون » جملة حالية تعليلية ، اي : عدم ايتائهم الزكاة ، لانهم غير مؤمنين بالاخرة ، اذ الايمان بها يقتضي ايتائها ، فعدمه دليل على عدمه.
____________
(١) زبدة البيان : ١٨٠.
(٢) من لا يحضره الفقيه : ٢ / ١٢.