(سورة البقرة)
* واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فاتمهن قال اني جاعلك للناس اماماً قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين. [ الآية : ١٢٤ ]
قال البيضاوي بعد قوله تعالى في قصة خليله ـ عليه السلام ـ لاينال عهدي الظالمين » : فيه تنبيه على انه قد يكون من ذريته ظلمة ، وانهم لا ينالون الامامة ؛ لانها امانة من الله وعهده ، والظالم لا يصلح لها ، وانما ينالها البررة الاتقياء منهم (١).
وقال الفاضل المحشي عصام الدين محمد في حواشيه على هذا التفسير : معناه لاينال عهدي الظالمين ما داموا ظالمين ، فالظالم اذا تاب لم يبق ظالما.
وكيف لا يكون المراد ذلك؟ وقد نالت الامامة ابا بكر وعمر وعثمان ، ومراده ان هذه قضية سالبة ، والمراد من السالبة المطلقة ـ كما ذكره المنطقيون ـ هو العرفية العامة ، فالآية لا تدل على عدم نيل الامامة الظالم بعد توبته ؛ لعدم صدق الظالم عليه حينئذ.
اقول : أية فائدة في الاخبار بأن الظالم ، اي الكافر ، كما هو مراد المحشي ، ويدل عليه قوله تعالى « والكافرون هم الظالمون » (٢) ما دام كافراً لا تناله الامامة ؛ وهي الرئاسة العامة في امر الدين والدنيا خلافة عن الله او عن النبي.
فان من الاوليات بل الاجلى منها ان الامامة والظلم بالمعنيين المذكورين لا
____________
(١) انوار التنزيل : ١ / ٥٤.
(٢) البقرة : ٢٥٤.