( سورة يونس )
* هو الذي جعل الشمس ضياءً والقمر نوراً وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك الا بالحق يفصل الايات لقوم يعلمون. [ الآية : ٥ ]
الضوء والنور مترادفان لغة. وقيل : هو اقوى من النور ، فهو فرط الانارة ، وقد يسمى تلك الكيفية ان كانت من ذات الشيء ضوء ، وان كانت مستفادة من غيرها نوراً.
وقال صاحب الكشف : والتحقيق ان الضوء فرع النور ، يطلق على الشعاع المنبسط ، والنور يطلق على ما للشيء في نفسه ، كالنور القائم بنفس الشمس ، ولهذا يقع على الذوات الجوهرية ، بخلاف الضوء.
وقال الراغب : النور الضوء المنتشر الذي يعين على الابصار ، وهو ضربان : دنيوي ، واخروي ، فالدنيوي ضربان : معقول بعين البصيرة ، وهو ما انتشر من الانوار الالهية ، كنور العقل ، ونور القرآن ، ومنه « قد جاءكم من الله نور » (١).
ومحسوس بعين البصر ، وهو ما انتشر من الاجسام النيرة ، كالقمرين والنجوم والنيرات ، ومنه « هو الذي جعل الشمس ضياءً والقمر نوراً » ومن النور الاخروي قوله تعالى : « يسعى نورهم بين ايديهم » (٢) انتهى (٣).
____________
(١) المائدة : ١٥.
(٢) الحديد : ١٥.
(٣) مفرادات الراغب : ٥٠٨.