والمشهور ان ضياء الشمس ذاتي قائم بذاتها ، غير مستفاد من غيرها ، تستفيد منها سائر الكواكب انوارها المزيلة للظلام.
حتى قال صاحب الهياكل : ان رخش ـ وعنى به الشمس ـ قاهر الغسق ، رئيس السماء ، فاعل النهار ، صاحب العجائب ، عظيم الهيئة ، الذي يعطي جميع الاجرام ضوءها.
والمعروف من الاخبار ان ضوءها مستفاد من نور العرش.
ففي كتاب التوحيد عن ابي ذر عن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ بعد كلام : فيأتيها جبرئيل بحلة ضوء من نور العرش ، على مقادير ساعات النهار في طوله او قصره ، او ما بين ذلك ، فتلبس تلك الحلة ، كما يلبس احدكم ثيابه (١).
ومخالفته لقواعد الفلاسفة لا يضر ، لما زيفناها في بعض رسائلنا ، وهم في حقيقتها مختلفون :
فقال بعضهم : هي فلك اجوف مملو ناراً ، له فم يجيش بهذا الوهج والشعاع.
وقال آخرون : هي سحابة.
وقال آخرون : هو جسم زجاجي يقبل نارية في العالم ويرسل عليها شعاعها.
وقال آخرون : هو صفو لطيف ينعقد من ماء البحر.
وقال آخرون : هو أجزاء كثيرة مجتمعة من النار.
وقال آخرون : هو جوهر خامس سوى الجواهر الاربع.
____________
(١) التوحيد : ٢٨١.