(سورة الشورى)
* قل لا أسألكم عليه أجراً الا المودة في القربى. [ الآية : ٢٣ ]
هذه الآية تدل على فضائل محبيهم اكثر مما يتصور ، لانه تعالى جعل مودتهم اجر الرسالة ، والاجر على قدر العمل ، فكما ان حقوق رسالته ـ صلى الله عليه وآله ـ لا يتناهى ، فكذا ثمرة مودتهم لا يعد ولا يحصى ، وظاهر ان المودة والمحبة بشرائطها لا تحصل الا للشيعة.
يصدق ذلك ما في صحيحة اسماعيل الجعفي ، قال قلت لابي جعفر ـ عليه السلام : رجل يحب امير المؤمنين ـ عليه السلام ـ ولا يتبرأ من عدوه ، ويقول : هو احب اليّ ممن خالفه ، قال : هذا مخلط وهو عدو ، فلا تصل خلفه ولا كرامة الا ان تتقيه (١).
أي : هو يلبس عليكم انه ليس من المعادين وهو منهم ، او انه مخلط بين المحبة والعداوة. ويفهم منه ان المؤمن من يتبرأ من اعدائهم ، بل التبرأ جزء منه ، كيف لا وحب علي ـ عليه السلام ـ عبادة ، والنظر الى علي ـ عليه السلام ـ عبادة ، ولا يقبل الله ايمان عبد الا بموالاته وبالبراءة من اعدائه.
وفي رواية اخرى : من اراد ان يحيى حياتي ويموت ميتتي ، ويدخل جنة عدن التي غرسها الله بيده ، فليتول علي بن ابي طالب ـ عليه السلام ـ وليتول
____________
(١) من لا يحضره الفقيه : ١ / ٣٨٠ ح ١١١٧.