(سورة التكوير)
* انه لقول رسول كريم. [ الآية : ١٩ ]
قال الزمخشري في ذيل الآية الكريمة : وناهيك بهذا دليلاً على مباينة منزلة جبرئيل ـ عليه السلام ـ لمنزلة أفضل الأنس محمد ـ صلى الله عليه وآله ـ اذا وازنت بين الذكرين ، حين قرن بينهما ، وقايست بين قوله « انه لقول رسول كريم * ذي قوة عند ذي العرش مكين * مطاع ثم امين » وبين قوله « وما صاحبكم بمجنون » (١).
وفيه ان هذا الكلام مما اقتضاه هذا المقام ، لان المشركين لما بهتوا رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ ورموه بالجنون ونسبوه اليه ، وقالوا : ان الذي جاء به مما القاه اليه الشيطان ، كما يلقى نظائره الى الكهنة ، رد الله سبحانه عليهم بأن صاحبكم الذي يدعوكم الى الله وطاعته ليس بمجنون ، وان القرآن الذي جاءكم به ليس بقول شيطان القاه اليه كما زعمتم ، بل هو قول رسول كريم الى آخر ما وصفه به.
وهذا لا يدل على انحطاط درجته ـ صلى الله عليه وآله ـ عن درجته ـ عليه السلام ـ كما لا يخفى.
مع انه معارض بمثل قوله تعالى : « وما ارسلناك الا رحمة للناس » (٢) وقوله :
____________
(١) الكشاف : ٤ / ٢٢٥.
(٢) الانبياء : ١٠٧.