(سورة المنافقون)
* يا ايها الذين آمنوا لا تلهكم اموالكم ولا اولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرين. [ الآية : ٩ ]
استدل القائلون بوجوب صلاة الجمعة بالآية الشريفة على وجوب عينيتها ، وذلك انهم فسروا الذكر الموجود في الآية بصلاة الجمعة ، ولكن لا دلالة للاية الشريفة عليها بوجه من الوجوه.
وأما المفسرون ، فانهم لم يفسروا الذكر هاهنا بصلاة الجمعة.
قال في الكشاف بعد ان ابقى الذكر في مقام التفسير على عمومه ولم يفسره بشيء قيل : ذكر الله الصلوات الخمس ، وعن الحسن جميع الفرائض ، كأنه قال : عن طاعة الله. وقيل : القرآن. وعن الكلبي الجهاد مع رسول الله ـ صلى الله عليه وآله (١).
وزاد في مجمع البيان قوله وقيل : ذكره شكره على نعمائه ، والصبر على بلائه ، والرضا بقضائه. ثم قال : وهو اشارة الى انه لا ينبغي ان يغفل المؤمن عن ذكر الله في بؤس كان او نعمة ، فان احسانه في جميع الحالات لا ينقطع (٢).
وقال في الصافي : اي لا يشغلكم تدبيرها والاهتمام به عن ذكره كالصلاة
____________
(١) الكشاف : ٤ / ١١١.
(٢) مجمع البيان : ٥ / ٢٩٥.