(سورة يس)
* ألم يروا كم اهلكنا قبلهم من القرون انهم اليهم لا يرجعون. [ الآية : ٣١ ]
استدل صاحب الكشاف بهذه الآية الكريمة على انكار الرجعة وقال : وهذا مما يرد قول اهل الرجعة (١).
واراد بهم اصحابنا الامامية رضوان الله عليهم ، فان القول بالرجعة والايمان بها مما تفردوا به ، ونقلوا فيه اخباراً كثيرة.
منها : ان الله سيعيد قوماً عند قيام المهدي ـ عليه السلام ـ ممن تقدم مودتهم من اوليائه وشيعته ممن محض الايمان محضاً ، ليفوزوا بثواب نصرته ومعونته ، ويبتهجوا بظهور دولته ، ويعيد ايضا قوما من اعدائه ممن محض الكفر محضا لينتقم منهم ، وينالوا بعض ما يستحقونه من العقاب في القتل على ايدي شيعته ، او الذل والخزي بما يشاهدونه من علو كلمته (٢).
وهذا ـ اي : تفردهم بذلك ـ هو المشهور بين اصحابنا.
ولكن يظهر من ابن الاثير في نهايته ان القول بالرجعة ليس من متفرداتهم ، حيث قال : ان الرجعة مذهب قوم من العرب في الجاهلية معروف عندهم ، ومذهب طائفة من فرق المسلمين من اولي البدع والاهواء ، يقولون : ان الميت يرجع الى الدنيا ويكون فيها حياً كما كان.
____________
(١) الكشاف : ٣ / ٣٢١.
(٢) بحار الانوار : ٥٣ / ١٢٦ ـ ١٢٧.