(سورة الانبياء)
* يسبحون الليل والنهار لا يفترون. [ الآية : ٢٠ ]
في الاكمال عن الصادق ـ عليه السلام ـ انه سئل عن الملائكة اينامون؟ فقال : ما من حي الا وهو ينام خلا الله وحده ، والملائكة ينامون ، فقيل : يقول الله عز وجل « يسبحون الليل والنهار لا يفترون » قال : انفاسهم تسبيح (١).
كذا في الصافي في تفسير الآية المذكورة (٢).
وهو بظاهره يخالف العقل والنقل.
أما الاول ، فلان جمهور المليين على ان الملك شخص سماوي متكون من جنس العناصر التي منها تكونت السموات العنصرية ، فهو حي ناطق متحرك بالارادة ، مأمور تابع للاوامر الالهية ، والنوم حال يعرض للحيوان عند استرخاء اعصاب الدماغ من رطوبات الابخرة المتصاعدة ، بحيث تقف الحواس الظاهرة عن الاحساس رأساً.
وعلى هذا فليس للملك نوم ، لانه وان كان كان حياً الا انه ليس بحيوان ، لانتفاء ما هو المأخوذ في تعريفه عنه ، ولعدم الابخرة هناك ، لانها تابعة للغذاء ، وهم لا يأكلون ولا يشربون ولا ينكحون ، وانما يعيشون بنسيم العرش ، كما في رواية اخرى عن الصادق ـ عليه السلام (٣).
وهو مع ذلك بعمومه المستفاد من الاستثناء ينافيه ما صرح به الحكماء ،
____________
(١) اكمال الدين : ٦٦٦ ح ٨.
(٢) تفسير الصافي : ٣ / ٣٣٤.
(٣) بحار الانوار : ٥٩ / ١٧٤.