(سورة القصص)
* ولا تدع مع الله الهاً آخر لا اله الا هو كل شيء هالك الا وجهه له الحكم واليه ترجعون. [ الآية : ٨٨ ]
قال الطبرسي : رحمه الله : المعنى كل شيء فان بائد الا ذاته ، وهذا كما يقال : هذا وجه الرأي ووجه الطريق.
ثم قال : وفي هذا دلالة على ان الاجسام تفنى ثم تعاد ، على ما قاله الشيوخ في الفناء والاعادة. وعن ابن عباس : اي كل شيء هالك الا ما اريد به وجهه ، فانه يبقى ثوابه (١).
وقيل : ان المعنى كل شيء هالك ، وانما وجوده وبقاؤه وكماله بالجهة المنسوبة اليه سبحانه ، فانه علة لوجود كل شيء وبقائه وكماله ، ومع قطع النظر عن هذه الجهة ، فهي فانية باطلة هالكة.
وقيل : ان المعنى كل شيء هالك ، اي : باطل ، الا دينه الذي يتوجه به اليه سبحانه ، وكل ما امر به من طاعته ، وقد وردت اخبار كثيرة على هذا الوجه.
وقيل : ان المراد بالوجه الانبياء والاوصياء ـ عليهم السلام ـ لان الوجه ما يواجه به عباده ويخاطبهم بهم ـ عليهم السلام ـ واذا اراد العباد التوجه اليه تعالى يتوجهون اليهم ، وبه ايضا وردت اخبار كثيرة.
وقيل : ان الضمير راجع الى الشيء ، اي : كل شيء بجميع جهاته باطل وفان ، الا وجهه الذي به يتوجه الى ربه ، وهو روحه وعقله ومحل معرفة الله منه التي
____________
(١) مجمع البيان : ٤ / ٢٦٩ ـ ٢٧٠.