(سورة الاخلاص)
بسم الله الرحمن الرحيم
* قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفواً أحد.
لفظة « الله » تدل على نفي الشريك ، والاحد على نفي التركيب ، وانه واحد في المعبودية بالحق ، لا يشاركه فيها احد.
وهذه السورة دلت على معرفة الله وتوحيده ، وتنزيهه عن مشابهة الخلق ، فانه فرد واحد احدي المعنى ، لا ينقسم في وجود ، ولا عقل ، ولا وهم.
فيفسر الصمد بما لا جوف له ، كما ورد في كثير من الاخبار مما لا قصور فيه ولا نقص ، كما ظنه ثقة الاسلام الكليني في الاصول.
فانه قال فيه بعد ان روى روايتين ضعيفتين دالتين على ان المراد بالصمد السيد المصمود اليه في القليل والكثير : هذا هو المعنى الصحيح في تأويل الصمد ، لا ما ذهب اليه المشبهة ان تأويل الصمد المصمت الذي لا جوف له.
لان ذلك لا يكون الا من صفة الجسم ، والله جل ذكره متعال عن ذلك ، هو اعظم واجل من ان تقع الاوهام على صفته ، او تدرك كنه عظمته. ولو كان تأويل الصمد في صفة الله المصمت ، لكان مخالفا لقوله « ليس كمثله شيء » لان ذلك من صفة الاجسام المصمتة التي لا جوف لها ، تعالى الله عن ذلك. فأما ما جاء في الاخبار من ذلك ، فالعالم ـ عليه السلام ـ اعلم بما قال (١).
____________
(١) اصول الكافي : ١ / ١٢٤.