(سورة الحشر)
* هو الله الذي لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون. [ الآية : ٢٣ ]
الملك لاصناف المملوكات ، كما قال « ملكوت السموات والارض » (١) فان الملكوت ملك الله زيدت فيه التاء ، كما زيدت في رهبوت ورحموت. يقول العرب : رهبوت خير من رحموت. اي : لين ترهب خير من ان ترحم.
والقدوس : فعول من القدس ، وهو الطهارة ، والقدوس الطاهر من العيوب المنزه عن الانداد والاضداد والاولاد ، والتقديس التطهير والتنزيه.
والسلام : هو الذي سلم من كل عيب ، وبرىء من كل آفة ونقص.
وقيل : معناه المسلم ؛ لان السلامة تنال من قبله ، والسلام والسلامة مثل الرضاع والرضاعة ، وقوله « لهم دار السلام » (٢) يجوز ان تكون مضافة اليه ، ويجوز ان يكون قد سمي الجنة سلاماً ؛ لان الصائر اليها تسلم من كل آفة الدنيا ، فهي دار السلامة.
والايمان في اللغة : التصديق ، فالمؤمن المصدق ، اي : يصدق وعده ، ويصدق ظنون عباده المؤمنين ، ولا يخيب آمالهم ، او انه آمنهم من الظلم والجور.
وعن سيدنا الصادق ـ عليه السلام : سمي الباري عز وجل مؤمناً ، لانه يؤمن
____________
(١) الانعام : ٧٥.
(٢) الانعام : ١٢٧.