بقرينة المقام.
وقال ابن عباس في قوله تعالى : « وقوموا لله قانتين » معناه داعين. والقنوت هو الدعاء في الصلاة حال القيام ، وهو المروي عن ابي جعفر وابي عبد الله ـ عليهما السلام. وكذلك فسره محمد بن بابويه بقوله : داعين. وقيل : طائعين. وقيل : خاشعين (١).
وقال في الكشاف : هو الركود وكف الايدي والبصر (٢).
وقيل : الاولى ان يفسر القنوت بذكر الله قائما انسب من الدعاء فانه اعم ، والاصحاب لا يشترطون الدعاء في القنوت ، فانهم يجعلون كلمات الفرج افضله وليس فيها دعاء.
وكل ذلك تفسير في مقابل النص ، فهو غير مسموع ، فتأمل.
اقول : وقد اختلفت الاثار والاقوال في المراد من الصلاة الوسطى :
ففي الفقيه في رواية زرارة بن اعين الطويلة ، نأخذ منها موضع الحاجة قال قلت لابي جعفر ـ عليه السلام : اخبرني عما فرض الله من الصلوات؟ فقال : خمس صلوات في الليل والنهار.
الى ان قال الامام ـ عليه السلام ـ وقال « حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى » وهي اول صلاة صلاها رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ، وهي وسط صلاتين بالنهار صلاة الغداة وصلاة العصر (٣).
وفي آيات الاحكام للراوندي : عن زيد بن ثابت ان النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ كان يصلي بالهاجرة ، وكانت اثقل الصلوات على اصحابه ، فلا يكون وراءه الا الصف والصفان ، فقال : لقد هممت ان احرق على قوم لا يشهدون
____________
(١) راجع مجمع البيان : ١ / ٣٤٣.
(٢) الكشاف : ١ / ٣٧٦.
(٣) من لا يحضره الفقيه : ١ / ١٩٥ ـ ١٩٦.