المجتمع الصالح لإسعاده فإن الاختلاط والاستيناس في المجتمع المنزلي يبطل غريزة التعشق والميل الغريزي بين الإخوة والأخوات كما ذكره بعض علماء الحقوق (١).
وفيه أنه ممنوع كما تقدم أولا ، ومقصور في صورة عدم الحاجة الضرورية ثانيا ، ومخصوص بما لا تكون القوانين الوضعية غير الطبيعية حافظة للصلاح الواجب الحفظ في المجتمع ، ومتكفلة لسعادة المجتمعين وإلا فمعظم القوانين المعمولة والأصول الدائرة في الحياة اليوم غير طبيعية.
(بحث روائي)
في التوحيد ، عن الصادق عليهالسلام في حديث قال : لعلك ترى أن الله لم يخلق بشرا غيركم؟ بلى والله لقد خلق ألف ألف آدم أنتم في آخر أولئك الآدميين.
أقول : ونقل ابن ميثم في شرح نهج البلاغة عن الباقر عليهالسلام ما في معناه ، ورواه الصدوق في الخصال أيضا.
وفي الخصال ، عن الصادق عليهالسلام قال : إن الله تعالى خلق اثني عشر ألف عالم ـ كل عالم منهم أكبر من سبع سماوات وسبع أرضين ـ ما يرى عالم منهم أن الله عز وجل عالما غيرهم.
وفيه ، عن أبي جعفر عليهالسلام : لقد خلق الله عز وجل في الأرض منذ خلقها سبعة عالمين ـ ليس هم من ولد آدم خلقهم من أديم الأرض ـ فأسكنهم فيها واحدا بعد واحد مع عالمه ـ ثم خلق الله عز وجل آدم أبا البشر وخلق ذريته منه ، الحديث.
وفي نهج البيان ، للشيباني عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام : من أي شيء خلق الله حواء؟ فقال عليهالسلام : أي شيء يقولون هذا الخلق؟
قلت يقولون : إن الله خلقها من ضلع من أضلاع آدم ـ فقال : كذبوا أكان الله يعجزه أن يخلقها من غير ضلعه؟ فقلت : جعلت فداك من أي شيء خلقها؟ فقال : أخبرني أبي عن آبائه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إن الله تبارك وتعالى قبض قبضة من طين ـ فخلطها
__________________
(١) مونتسكيو في كتابه روح القوانين.