تلم بالمرء ، كما ان الاشخاص الذين لا يستطيعون البكاء يتعرضون لكثير من المتاعب الجسدية والنفسية .
فالبكاء : هو الصمام الذي تتسرب من خلاله ابخرة الضغوط النفسية والمتاعب الجسدية ، ولولاه لأخذ التعبير عن العواطف والضغوط اشكالاً مدمرة .
وقد حاول شارلز دارون منذ سنة ١٨٧٢ م تفسير دوافع البكاء (١) في كتابه ( التعبير عن العواطف ) ، ووصف الإِنسان بأنه الوحيد بين الحيوانات ، الذي يستطيع ان يعبِّر عن عواطفه بذرف الدموع .
وقد ميز دارون بين عملية البكاء الناتجة عن الحزن وبين ذرف الدموع اثناء البكاء من النواحي الفسيولوجية .
ووصف علاقة الدموع بالبكاء بأنها عرضية وتشابه إِلى حد ما ذرف الدموع بعد تعرض العين لضربة خارجية .
وقد بقيت هذه النظرية قائمة لفترة طويلة من الزمن .
اما العالم اشلي مونتاغو ، فقد اضاف سنة ١٩٦٠ م تفسيراً آخر للعلاقة بين الدموع (٢) والبكاء ، حيث بيَّن بأن الدموع : تقوم بترطيب الغشاء المخاطي المبطن للممرات التنفسية عند جفافة نتيجة ازدياد عمليات الشهيق والزفير اثناء البكاء ،
______________________
(١)
قِفا نَبْكِ مِن ذِكرى حَبِيب ومَنزِلِ |
|
بسِقط اللوَى بينَ الدَّخول فحَومَلِ |
( لامرئ القيس شرح القصائد العشر ص ٢٠ )
(٢)
بحر الدموع يعج في امواجه |
|
وصدى الانين قد استحال عتابا |
يا مهدى ايامي ونبع صبابتي |
|
كم قد شممت بروضك الاطيابا |
كم كان عمري في رباك مغرداً |
|
وله الدنى كان ترد جواباً |
نلهو بشاطئك الجميل وننتشي |
|
فرحاً وكنا إخوة اصحابا |
لأبي رقية الساعدي