مواد سامة تزيد سوآت المواد الحارة ( على المدى الأبعد ) سوءاً ، مثل ضعف وكلل جهاز الهضم وعدم مقدرته على أداء ما هو مطلوب منه من أعمال .
وإلى جانب هذه الآثار المدمرة ( المباشرة ) للتوابل والبهارات (١) الحارة ، فإن لهذه المجموعة من الأغذية العديد من الآثار المدمرة غير المباشرة التي لا تقل في خطورتها عن الآثار المباشرة والتي نذكر منها :
عملها على تعطيل نشاط نقاط المراقبة والتفتيش الحدودية للجسم ( الموجودة في الفم ) لتمرير الأغذية الفاسدة عبر هذه النقاط إلى أجسامنا بغفلة منها ، مما يجعل منها وسيلة من أخطر وسائل الغش (٢) .
وهنا ، وبمناسبة عرض آثار المواد الحارة المدمرة ، لا يفوتني التحذير من تناول بعض الأطعمة السوقية التي تضاف إليها هذه المواد وبقية التوابل والبهارات الملونة والمنكهة بكثرة والتي لا تضاف إليها إلا لإخفاء سوء نوعية وفساد المواد التي تصنع منها والتي نخص بالذكر منها :
______________________
(١) قال الدكتور صبري القباني : ( المقبّلات أو المشهيات : هي المواد التي اعتاد الناس على تناولها بغية إثارة الشهية للطعام ، وحث النفس على تقبل الغذاء تقبُّلاً حسناً .
والواقع ان الشهية إلى الطعام ليست بحاجة إلى « فتح » لأن الاحساس بالجوع : إحساس أصيل في الجسم تحركه الغريزة الطبيعية كلما شعر الجسم بحاجة إِلى « وقود » فإن مركز الحس بالجوع في الدماغ يظل هاجعاً ، ولكن ما ان تستهلك الحجيرات ما حواه الدم من غذاء ويفتقد الدم هذا الغذاء حتى يتحرك مركز الحس المذكور ، ويحرك معه الاعصاب المعدية ، فإذا بالإنسان يشعر بحاجته إلى الغذاء ، وهذا هو ما يسمى بالاحساس السليم بالجوع . ( الغذاء لا الدواء ص ٣٩٦ ) .
(٢) مر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم برجل يبيع طعاماً قد خلط جيداً بقبيح ، فقال له النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : ما حملك على ما صنعت ؟ فقال : اردت ان ينفق ، فقال له النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : مَيِّز كُلَّ واحدٍ منهما على حِدَةٍ ؛ ليس في ديننا غِشٌّ ( كنز العمال ج ٤ ص ١٥٩ حديث ٩٩٧٤ نقلاً عن كتاب مصنف عبد الرزاق ) .