قال معاوية : فإن صديقها أبو بكر ، وفاروقها عمر ، والذي عنده علم الكتاب عبد الله بن سلام.
قال قيس : أحق هذه الاسماء وأولى بها الذي أنزل الله فيه : (أفمن كان علي بينه من ربه ويتوله شاهد منه) (١) والذي نصبه رسول الله ـ صلى
__________________
أولا ليكون واقفا (على) أسرار الرسالة وبدأ الوحي وأن يكون جميع الاوقات عنده بحسن المتابعة ليكون خيبرا عن جميع أعماله وأقواله وأن يكون من طفولته منزها عن أعمال الجاهلية ليكون متخلفا بأخلافه ومؤدبا بادآبه ونظيرا بالرشد من أولاده ، فلم توجد هذه الشروط لاحد إلا في علي ـ عليه السلام ـ.
واما عبد الله بن سلام فإنه لم يسلم إلا بعد الهجرة فلم يعرف سبب نزولالسور التي نزلت قبل الهجرة ولما كان حاله هذا لم يعرف حق تأويلها بعد إسلامه ، مع أن سلمان الفارسي الذي صرف عمره الطويل ثلثمائة وخمسين سنة في تعلم أسرار الإنجيل والتوراة والزبور وكتب الأنبياء السابقين والقرآن ، لم يكن من عنده علم الكتاب ، لفقده الشوي المذكورة ، فكيف يكون من عنده علم الكتاب ابن سلام الذي لم يقرأ الاإنجيلو لم توجد فيه الشروط ، ولم يصدر منه مثل ما صدر من علي ـ عليه السالم ـ يعسوب الدين من الأسارر والحقائق في الخطبات ، مثل قوله : سلوني قبل أن تفقدوني ، فإن بين جنبي علوما كالبحار الزواخر ، ومثل ما صدر من أولاده الائمة الهداة ـ عليهم السلام وبركاته ـ من المعارف والحكم في تأويلات كتاب الله وأسراره.
(١) سورة هود : الاية ١٧.
فقد روى الجمهور : أن (من كان على بينه من ربه) هو رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ والشاهد هو أمير المؤمنين علي ـ عليه السلام ـ
راجع : الدر المنثور ج ٤ ص ٤٠٩ ، رو ح المعاني ج ٢١ ص ٢٧ ، تفسير الخازن ج ٢ ص ٣٢١ ، تفسير الطبري ج ٢١ ص ١٠ ، وفي هامش تفسير النيسابوري ص ١٦ ، فتح القدير ج ٤ ص ٢٤٧ ، شواهد التنزيل ، تفسير الفخر الرازي ج ١٧ ص ٢٠١ ، المناقب للخوارزمي ص ٢٧٨ ح ٢٦٨ ، ينابيع المودة ص ١٠٤ ب ٢٦ ص ٩٩.
وقد جاء في فرائد السمطين ج ١ ص ٣٣٨ ح ٢٦٠ : عن ابن عباس في قوله تعالى : (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) قال : أوريد منه علي خاصة.
وجاء في ص ٣٣٩ ح ٢٦١ عن زاذان قال : سمعت عليا ـ عليه السلام ـ يقول : ... والذي فلق