لأنهما يحتملان الوجوه (١) ، ولكن لي عليه مثل ذلك.
فقال له أبو عبد الله : سله تجده مليا!
فقال الشامي لهشام : من أنظر للخلق ربهم أم أنفسهم؟
فقال : بل ربهم أنظر لهم.
فقال الشامي : فهل أقام لهم من يجمع كلمتهم ، ويرفع اختلافهم ، ويبين لهم حقهم من باطلهم؟
فقال هشام : نعم.
فقال الشامي : من هو؟
قال هشام : أما في ابتداء الشريعة ، فرسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ
__________________
راجع : الحاكم في المستدرك ج ٣ ص ١٢٢ ، كنز العمال ج ١١ ص ٦١٥ ح ٣٢٩٨٣ ، المناقب للخوارزمي ص ٣٢٩ ح ٣٤٦ ، كنوز الحقائق للمناوي ص ٢٠٣ ، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص ١٨٢ ، ترجمة امير المؤمنين من تاريخ ابن عساكر ج ٢ ص ٤٨٨ ح ١٠١٧ و ١٠١٨.
يقول السيد شرف الدين في كتابه المراجعات ص ١٧٢ معلقا على هذا الحديث : ان من تدبر هذا الحديث وأمثاله علم أن عليا من رسول الله بمنزلة الرسول من الله تعالى ، فان الله سبحانه يقول لنبيه : (وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون) سورة النحل الاية ٦٤ ، ورسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ يقول لعلي : (أنت تبين لأمتي ما اختلفوا فيه من بعدي).
(١) ومما لا يخفى أن القرآن الكريم فيه من المجمل والمفصل ، والمحكم والمتشابه ، والظاهر والمؤول ، والعام والخاص ، والناسخ والمنسوخ ، ما لا يمكن معرفته إلا بالرجوع إلى أولي الأمر ، قال الله تعالى : (ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) سورة النساء : الاية ٨٣. وكذلك السنة أيضا بالأضافة إلى وجود الدس ـ كما صرحت بذلك الروايات ـ والكذب والافتراء على رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ حتى أنه قام فيهم خطيبا ـ كما يروى ـ وقال : ألا كثرت علي الكذابة فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ، فلهذا كله وجب الرجوع إلى أولي الأمر وهم أهل البيت ـ عليهم أفضل الصلاة والسلام ـ لمعرفة الوجه الصحيح من غيره والحق من الباطل.