نويرة (١) ، فأبى أبو بكر عليه.
__________________
بالعرب أن يملك بعضهم بعضا ، وقد وسع الله عز وجل وفتح الأعاجم ، واستشار في فداه ، سبايا العرب في الجاهلية والأسلام إلا امرأة ولدت لسيدها ، وانظر شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج ٣ ص ١٥١.
(١) روى ابن جرير الطبري في تاريخه ج ٣ ص ٢٨٠ : ان أبا بكر كان من عهده الى جيوشه : ان إذا غشيتم دارا من دور الناس فسمعتم فيه أذانا للصلاة فأمسكوا عنه أهلها حتى تسألوهم ما الذي نقموا ، وان لم تسمعوا اذانا فشنوا الغارة فاقتلوا واحرقوا ، وكان ممن شهد لمالك بالاسلام أبو قتادة الحارث بن ربعي أخو بني سلمة ، وقد كان عاهد الله ان لا يشهد مع خالد بن الوليد حربا ابدا بعدها ، وكان يحدث : أنهم لما غشوا القوم راعوهم تحت الليل فاخذ القوم السلاح ، قال : فقلنا : إنا المسلمون ، فقالوا : ونحن المسلمون ، قلنا : فما بال السلاح معكم؟ قالوا لنا : فما بال السلاح معكم؟ قلنا : فان كنتم كما تقولون فضعوا السلاح ، قال : فوضعوها ، ثم صلينا وصلوا (الى ان قال) ثم اقدمه ـ يعني خالد مالكا ـ فضرب عنقه واعناق اصحابه ، قال : فلما بلغ قتلهم عمر بن الخطاب تكلم فيه عند أبي بكر فأكثر وقال : عدو الله عدا على امرء مسلم فقتله ، ثم نزا على امرأته ، وأقبل خالد بن الوليد قافلا حتى دخل المسجد وعليه قباء له عليه صدأ الحديد معتجرا بعمامة له قد غرز في عمامته أسهما ، فلما أن دخل المسجد قام إليه عمر فانتزع الأسهم من رأسه فحطمها ، ثم قال : أرياء قتلت امرء مسلما ثم نزوت على امرأته والله لارجمنك بأحجارك.
وممن ذكر هذه الحادثة المؤلمة : تاريخ الطبري ج ٣ ص ٢٨٠ ، تاريخ ابن الأثير ج ٢ ص ٣٥٧ ، تاريخ دمشق ج ٥ ص ١١٥ ، تاريخ ابن كثير ج ٦ ص ٣٢١ ، تاريخ أبي الفداء ج ١ ص ١٥٨ ، تاريخ الخميس ج ٢ ص ٢١١ ، وفيات الاعيان لابن خلكان ج ٦ ص ١٤ (في ترجمة وثيمه) ، شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد ج ١ ص ١٧٩ ، اسد الغابة ج ٤ ص ٢٩٥ ، الاصابة ج ١ ص ٤١٤ وج ٣ ص ٣٥٧ ، الغدير للاميني ج ٧ ص ١٥٨.
وقد قال في هذه الحادثة المؤلمة أبو زهير السعدي :
ألا قل لحي أوطئوا بالسنابك |
|
تطاول هذا الليل من بعد مالك |
قضى خالد بغيا عليه بعرسه |
|
وكان له فيها هوى قبل ذلك |
فأمضى هواه خالد غير عاطف |
|
عنان الهوى عنها ولا متمالك |
وأصبح ذا أهل وأصبح مالك |
|
على غير شئ هالكا في الهوالك |
فمن لليتامى والأرامل بعده؟ |
|
ومن للرجال المعدمين الصعالك؟ |
أصيبت تميم غثها وسمينها |
|
بفارسها المرجو سحب الحوالك |