وله مجادلات مع أهل المذاهب ، وقوة إلزام الخصوم في الجدل ، وقد سمع يذكر هذا الشيخ العربي فجاء لقصد زيارة الامام الرضا ـ عليه السلام ـ ، وقصد ملاقاة هذا الشيخ والجدل معه ، وها هو على الأثر يقدم غدا أو بعد غد فما أنتم قائلون؟
فأشار إلي السيد بما قال خاله مستطلعا لرأيي ، وقال : إذا قدم هذا الرجل فبالضرورة يكون ضيفا لنا لأنه قدم مع خالي وخالي ضيف لنا ، وما يحسن منا تضييف أحد المتصاحبين وترك الاخر ، فإن حصلت الضيافة التقى معك بالضرورة ، وتحصل المجادلة بينكما ، لأنه إنما أتى لهذا الغرض فما أنت قائل؟ أتحب أن تلاقيه وتجادله ، أو لا تحب ذلك فتحتال في رده عنا.
فقلت : إني أستعين بالله على جداله ، وأرجو أن يقهره الحق بفالجه ، ويغلبه بنوره ، وقال السيد : ذلك هو مراد الأصحاب ، فلما كان بعد يوم من مجئ خال السيد قدم الهروي إلى المدرسة ، وعلم السيد وخاله بوصوله فمضينا إليه وجاء به إلى المنزل وأضافوه وعملوا وليمة احضروا فيها جميع الطلبة وجماعة من الأشراف والسادة وحصل بيني وبينه الملاقاة في منزل السيد فجادلت معه في ثلاثة مجالس :
(المجلس) الأول : كان في منزل السيد يوم الضيافة بحضور الطلبة والأشراف فكان أول ما تكلم به معي قبل البحث أن قال : يا شيخ ، ما اسمك؟
فقلت : محمد.
فقال : من أي بلاد العرب؟