وأنت اللعين ابن اللعين ، لم تزل أنت وأبوك تبغيان لرسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ الغوائل ، وتجهدان في إطفاء نور الله ، تجمعان على ذلك الجموع ، وتبذلان فيه المال ، وتؤلبان عليه القبائل ، وعلى ذلك مات أبوك ، وعليه خلفته ، والشهيد عليك من تدني ويلجأ إليك من بقية الأحزاب ورؤساء النفاق ، والشاهد لعلي ـ مع فضله المبين القديم ـ أنصاره الذين معه وهم الذين ذكرهم الله بفضلهم ، وأثنى عليهم من المهاجرين والأنصار ، وهم معه كتائب وعصائب ، يرون الحق في اتباعه ، والشقاء في خلافه ، فكيف يالك الويل! تعدل نفسك بعلي وهو وارث رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ووصيه وأبو ولده ، أول الناس له اتباعا ، وأقربهم به عهدا ، يخبره بسره ، ويطلعه على أمره ، وأنت عدوه وابن
__________________
واما الاخبار التي يرويها البعض في كفر ابي طالب فلا اساس لها من الصحة ، واما احاديث الضحضاح فانما تروى عن المغيرة بن شعبة ، وبغضه لبني هاشم وعلى الخصوص امير المؤمنين ـ عليه السلام ـ مشهور معلوم وفسقه غير خاف.
وتوفي أبو طالب ـ عليه السلام ـ في آخر السنة العاشرة من الهجرة وتوفيت السيدة خديجة ام المؤمنين ـ عليها السلام ـ بعده بثلاثة ايام ، فسمى رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ ذلك العام عام الحزن ، وقال : ما زالت قريش قاعدة عني حتى مات أبو طالب.
وقد رثاه امير المؤمنين ـ عليه السلام ـ بقوله :
أبا طالب عصمة المستجير |
|
وغيث المحول ونور الظلم |
لقد هد فقدك أهل الحفاظ |
|
فصلى عليك ولي النعم |
ولقاك ربك رضوانه |
|
فقد كنت للطهر من خير عم |
فسلام عليه يوم ولد ويوم مات ويم يبعث حيا. ورزقنا الله شفاعته.
راجع : رسالة ايمان ابي طالب للشيخ المفيد ، اسنى المطالب في ايمان ابي طالب للعلامة احمد زيني دحلان ، ديوان ابي طالب وذكر إسلامه لابي نعيم علي بن حمزة البصري ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج ١٤ ص ٦٥ ـ ٨٤ ، سفينة البحار للقمي ج ٢ ص ٨٧ ـ ٩٠ ، أبو طالب مؤمن قريش للعلامة الشيخ عبد الله الخنيزي.