__________________
يأبوا الا أن يكفروه حسدا وحقدا.
ان يحسدوك على علاك فانما |
|
متسافل الدرجات يحسد من علا |
وذلك مع وجود الادلة الواضحة ، والشواهد اللائحة والتي منها : مواقفه المشهورة تجاه النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ والتي تدل على ايمانه العميق بوحدانية الله تعالى وبرسالة رسوله الكريم ومن تلك الدلائل الواضحة على ايمانه هو : ان فاطمة بنت أسد ـ عليها السلام ـ من السابقات الى الاسلام ، ولم تزل تحت أبي طالب حتى مات ، وان الله تعالى نهى رسوله أن يقر مسلمة على نكاح كافر ، وكان امير المؤمنين ـ عليه السلام ـ يأمر أن يحج عن عبد الله وأبيه وأبي طالب ، ولا يحج عن كافر. وتولى هو ـ عليه السلام ـ غسل أبيه ، والمسلم لا يجوز له أن يتولى غسل الكافر.
ومن الشواهد الدالة على ايمانه ، الاشعار التي تضمنت اقراره بالله تعالى وبالنبي ـ صلى الله عليه وآله ـ وحيث انه لا فرق بين ان يكون هذا الاقرار في النثر أو الشعر. فمنها قوله ـ عليه السلام ـ :
نصرت الرسول رسول المليك |
|
ببيض تلالا كلمع البروق |
أذب وأحمي رسول الاله |
|
حماية حام عليه شفيق |
ومنها أيضا قوله :
والله لن يصلوا إليك بجمعهم |
|
حتى أوسد بالتراب دفينا |
فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة |
|
وابشر بذاك وقر منك عيونا |
وعرضت دينا قد عرفت بأنه |
|
من خير أديان البرية دينا |
وانما لم يظهر الاسلام ويجاهر به ، لأنه لو أظهره لم يتهيأ له من نصرة النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ ما تهيأ له.
ومن تلك الادلة ايضا اجماع اهل البيت ، الأئمة الطاهرين ـ عليهم السلام ـ الذين هم كسفينة نوح ، من ركبها نجى ومن تأخر عنها غرق وهوى ، وهم العترة الذين من تمسك بهم لن يضل ابدا.
ومما ورد عنهم في ذلك : ما ورد عن عبد العظيم بن عبد الله العلوي انه كان مريضا فكتب الى ابي الحسن الرضا ـ عليه السلام ـ عرفني يابن رسول الله عن الخبر المروي ان ابا طالب في ضحضاح من نار يغلي منه دماغه فكتب إليه الرضا ـ عليه السلام ـ : بسم الله الرحمن الرحيم ، اما بعد : فأنك ان شككت في ايمان أبى طالب كان مصيرك الى النار.