معاوية لنفسه من مقامات ، ويبطل معه كلّ شرعيّة للحكم الاُموي الذي يرتكز إليه في مشروعيته إلى مشروعيّة.
إنه يبطل ذلك بشكل استدلالي يبيّن فيه فقدان معاوية للمؤهلات الأساسية التي تفيد في توهّم أن له حقاً في ذلك.
فإذا أقرّ معاوية على نفسه بفقده لها فإنّ ذلك يوفّر على أهل البيت عليهمالسلام وشيعتهم الكثير من الجهد لإقناع الناس الذين تغرّهم المظاهر ، وتؤثر عليهم الدعاوى العريضة ، فإنّ وضوح فقدان المؤهلات والمواصفات يمكن أن يفهمه الناس ، وأن يدركوا ما يترتب عليه بسهولة ، خصوصاً مع إقرار المعني بهذا الأمر بفقدانها بالفعل.
وهكذا كان ، فإن معاوية نفسه مؤسس تلك الحكومات قد وقَّع على هذه الوثيقة بمبادرة منه ، ومن دون أي إكراه أو اضطرار ، بل هو الذي يختار ذلك من موضع القوة والاقتدار ، والإمام الحسن عليهالسلام لا حول له ولا قوة يُخاف منها.
وهذا مهم جداً للتأسيس للشأن الديني والاعتقادي والسياسي الذي سوف ترصده الأجيال ، وتتوقف ملياً عنده لتتخذ قرارها فيه ..
وبذلك يتم حفظ الحق والحقيقة الواضحة للأجيال الآتية على حالة النقاء والصفاء لا تشوبها أية شائبة ، لأنّ الأباطيل والشبهات سوف تتلاشى ، وسوف يساعد نكث معاوية للعهد وعدم وفائه به على هذا الأمر بما لا مزيد عليه ..
وذلك لأنّ هذا الشرط يعني أحد أمرين أو كليهما :