وقعوداً وعلى جنوبهم حتى طلع الفجر ، فصلّى بهم صلاة الفجر ، ثمّ سار بهم حتى وصل المدينة ، وقد نزل الوحي بما كان من شأنهم قبل قدومهم ، وهو قوله تعالى : ( الَّذِينَ يَذكُرُونَ اللهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِم ـ إلى قوله ـ أنِّي لَا اُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنكُم مِن ذَكَرٍ أَو اُنثَى ـ فالذكر عليّ والاُنثى فاطمة ـ بَعضُكُم مِن بَعضٍ ـ عليّ من الفواطم وهنّ من عليّ ، إلى قوله ـ عِندَهُ حُسنُ الثَّوَابِ ) (١).
وتلا رسول الله صلىاللهعليهوآله : ( إنَّ اللهَ اشتَرَى مِنَ المُؤمِنِينَ أنفُسَهُم وَأموَالَهُم ) (٢) الآية ، ثمّ قال : يا علي ، أنت أول هذه الامّة إيماناً بالله وبرسوله ، وأوّلهم هجرة إلى الله ورسوله ، وآخرهم عهداً برسول الله صلىاللهعليهوآله ، والذي نفسي بيده لا يحبّك إلا مؤمن قد امتحن الله قلبه للايمان ، ولا يبغضك الا منافق أو كافر.
وكان قيام علي بعد النبي بمكّة ثلاث ليال ، ثمّ لحق برسول الله صلىاللهعليهوآله . (٣)
روى السدّي ، عن ابن عبّاس ، قال : نزل قوله تعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشرِي نَفسَهُ ابتِغَاءَ مَرضَاةِ اللهِ ) (٤) في عليّ بن أبي طالب حين هرب النبيّ صلىاللهعليهوآله ، ونزلت الآية بين مكّة والمدينة.
__________________
١ ـ سورة آل عمران : ١٩١ ـ ١٩٥.
٢ ـ سورة التوبة : ١١١.
٣ ـ مناقب ابن شهراشوب : ١ / ١٨٣ ـ ١٨٤.
ورواه الشيخ الطوسي في الأمالي : ٢ / ٨٤ ـ ٨٦ ، عنه البحار : ١٩ / ٦٥.
٤ ـ سورة البقرة : ٢٠٧.