عدوّكم ، فو الّذي لا إله إلا هو إنّي لعلى جادّة الحق ، وإنّهم لعلى مزلّة الباطل ، أقول ما تسمعون ، وأستغفر الله لي ولكم! (١)
عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام (٢) قال : قال الناس : كيف كانت الصلاة
__________________
١ ـ نهج البلاغة : ٣١١ خطبة رقم ١٩٧ ، عنه البحار : ٢٢ / ٥٤٠ ح ٤٩ من قوله « ولقد قبض ».
٢ ـ في « ح » : عن أبي جعفر عليهالسلام قال : لمّا قبض رسول الله صلىاللهعليهوآله بات آل محمد عليهمالسلام بأطول ليلة حتى ظنّوا أن لا سماء تظلّهم ، ولا أرض تقلّهم ، لأنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله وتر الأقربين والأبعدين في الله.
فبينما هم كذلك إذ أتاهم آت لا يرونه ويسمعون كلامه ، فقال : السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته ، إنّ في الله عزاء من كل مصيبة ، ونجاة من كلّ هلكة ، ودركاً لما فات : ( كُلُّ نَفسٍ ذَائِقَةُ المَوتِ وَإِنَّمَا تُوفَّونَ اُجُوَركُم يَومَ القِيَامَةِ فَمَن زَحزِحَ عَنِ النَّارِ وَاُدخِلَ الجَنَّةَ فَقَد فَازَ وَمَا الحَيَاةُ الدُّنيا إلاَّ مَتَاعُ الغُرُورِ ) ، [ آل عمران : ١٨٥ ] ، إنّ الله اختاركم وفضّكلم وطهّركم وجعلكم أهل بيت نبيّه ، واستودعكم علمه ، وأورثكم كتابه ، وجعلكم تابوت علمه وعصا عزّه ، وضرب لكم مثلاً من نوره ، وعصمكم من الزلل ، ,آمنكم من الفتن ، فتعزّوا بعزاء الله ، فإنّ الله لم ينزع منكم رحمته ، ولن يزيل عنكم نعمته ، فأنتم أهل الله عز وجل الذين بهم تمّت النعمة ، واجتمعت الفرقة ، وائتلفت الكلمة ، وأنتم أولياؤه ، فمن تولّاكم فاز ، ومن ظلم حقّكم زهق ، مودّتكم من الله واجبة في كتابه على عباده المؤمنين ، ثمّ الله على نصركم إذا يشاء قدير ، فاصبروا لعواقب الامور ، فإنّها إلى الله تصير ، قد قبلكم الله من نبيّه وديعة ، واستودعكم أولياء المؤمنين في الأرض ، فمن أدّى أمانته أتاه الله صدقه ، وأنتم الأمانة المستودعة ، ولكم المودّة الواجبة ، والطاعة المفروضة ، وقد قبض رسول الله صلىاللهعليهوآله وقد أكمل لكم الدين ، وبيّن لكم سبيل المخرج ، فلم يترك لجاهل حجّة ، فمن جهل أو تجاهل أو أنكر أو نسي أو تناسى فعلى الله حسابه ، والله من وراء حوائجكم ، وأستودعكم الله ، والسلام عليكم.
فسألت أبا جعفر عليهالسلام ممّن أتاهم للتعزية.
قال : من الله تعالى شأنه.
نقل من كتاب اُصول الكافي للكليني رحمهالله [ ج ١ ص ٤٤٥ ح ١٩ ، عنه البحار : ٢٢ / ٥٣٧ ح ٣٩ ].