الناقتين؟
فقال لهم مرّة بعد مرّة ، فلم يجبه أحد من الصحابة ، فقام امير المؤمنين صلوات الله عليه ، فقال : أنا ـ يا رسول الله ـ اُصلّي ركعتين اُكبّر التكبيرة الاولى وإلى أن اُسلّم منهما ، لا اُحدّث نفسي بشيء من أمر الدنيا.
فقال : يا علي ، صلِّ صلَّى الله عليك ، فكبّر أمير المؤمنين ودخل في الصلاة ، فلمّا سلّم من الركعتين هبط جبرئيل : وقال : يا رسول الله ، إنّ الله يقرئك السلام ، ويقول : أعط عليّاً إحدى الناقتين.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إنّي شارطته أن يصلّي ركعتين لا يحدّث [ فيهما ] (١) نفسه بشيء من الدنيا ، وإنّه جلس في التشهد ففكّر في نفسه أيّهما يأخذ.
فقال جبرائيل : إنّ الله يقرئك السلام ، ويقول لك : إنّه تفكّر أيّهما يأخذ ، أسمنهما وأعظمهما فينحرها ويتصدّق بها لوجه الله ، فكان تفكّره لله عزّ وجلّ لا لنفسه [ ولا للدنيا ] (٢) ، فبكى رسول الله صلىاللهعليهوآله وأعطاه كلتيهما ، وأنزل الله فيه : ( إنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلبٌ أو ألقَى السَّمعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ) (٣) أي يستمع أمير المؤمنين باُذنيه إلى ما تلاه بلسانه من كلام الله ، لا يتفكّر (٤) بشيء من أمر الدنيا ، بمعنى أنّه حاضر القلب في صلاته لله. (٥)
__________________
١ و ٢ ـ من المناقب.
٣ ـ سورة ق : ٣٧.
٤ ـ كذا في المناقب ـ بتصرّف ـ ، وفي الأصل : يسمع باُذنيه إلى ما تلاه لسانه لا يتفكّر.
٥ ـ مناقب ابن شهراشوب : ٢ / ٢٠ ، عنه تأويل الآيات : ٢ / ٦١٢ ح ٨ ، والبرهان : ٤ / ٢٢٨ ح ٣.
وأخرجه في البحار : ٣٦ / ١٦١ ح ١٤٢ من التأويل.