تحته بأجنحتهم ، مضروبه بينهم وبين من دونهم حجب العزةّ وأستار القدرة ، لا يتوهمون ربهم بالتصوير ، ولا يجرون عليه صفات المصنوعين ، ولا يحدّونه بالأماكن ، ولا يشيرون اليه بالنظائر. (١)
فكان صلوات الله عليه في ذلك كما وصف نفسه بقوله : لأنا بطرق السماء أعلم منّي بطرق الارض (٢).
فبهذا أوضح لنا عرفان صفات أفلاكها ، وبيّن هيئات نفوسها وأملاكها ، وكشف عن خواص نيرّاتها ، واختلاف حركاتها ، وهبوطها وصعودها ، ونحوسها وسعودها ، واجتماعها وافتراقها ، وما اجري سبحانه من العادة من حوادث العالم عند غروبها واشراقها ، وتاثيرات أشعّة اجرامها في الأجسام الحيوانيّه والنباتيّة ، وما أودع سبحانه في كرة العناصر من كمونها وظهورها بتقدير الارادة الواحديّة وأرانا أنّ القادر المختار قد جعل له التصرّف في العالم العلويّ كما جعله له التصرف في العالم السفليّ ، وأوجب له فرض الولاية على كلّ روحاني وجسماني ، فلهذا ردت له الشمس وعليه سلّمت ، وانقادت له أملاكها وله أسلمت ، وزوّجه الجليل سبحانه بسيدة نساء الدنيا والآخرة في صفوف ملأهم ، وزادهم بحضور عقدة نكاحة شرفاً الي شرفهم ، وجعل نثار طوبى لشهود عرسه نثراً ، واثبت الإمامة والزعامة فيه وفي غرسه إلى حين حلول القيامة الكبرى.
فيا أصحاب الارصاد والزيجات ، ومعتقدي التأثيرات بالاقترانات
__________________
لفع ».
١ ـ نهج البلاغه ( د. صبحي العالم ) : ٤١ / ٤٢ خطبة رقم ١.
٢ ـ نهج البلاغه ( د. صبحي العالم ) : ٢٨٠ خطبه رقم ١٨٩.