فقال : بأبي أنت واُمّي يا رسول الله ، سمعت مائة ألف لغة ، وأربعة وعشرين ألف لغة ، فعلمت أنّهم مائة ألف وأربعة وعشرون ألف ملك.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : زادك الله علماً وحلماً ، يا أبا الحسن؟ (١)
قال الفرغاني شارح قصيدة نظم السلوك في حضائر الملائكة من نظم الشيخ عمر بن الفارض المصري العارف الصوفي (٢) عند شرحه لهذا البيت ، وهو :
وحُز بالولاء ميراثَ أرفعِ عارفٍ |
|
غدا همّهُ ايثارَ تأثيرِ همَّةِ |
« وحز » : أي اجمع ، وفي قوله : « بالولاء » مرهم معنى الحب المذكور ، ومعني الحبّ أهل البيت عليهمالسلام على اصطلاح الشيعه القائلين بالولاء ، و « أرفع عارف » المراد به أمير المؤمنين علي عليهالسلام ، فإنّه صاحب المعرفة الحقيقيّة بالأصالة وغيره بالتبعيّة ، فإنّ النسبة إلى الولاية الّتي هي منبع العلوم الحقيقية والمعارف الأصليّة لا تصحّ إلا من جهته وحيثيّته ، فإنّه كان مظهر الولاية الأحمديّة حيث انشقّت عن نبوّته صلىاللهعليهوآله الّذي كان انشقاق القمر صورة ذلك الانشقاق وهو باطنه وسرّه الظاهر بسبب ظهوره فإنّ كل معنى لا بدّ أن يظهر له صورة محسوسة ، وكان عليّ عليهالسلام هو أرفع عارف في الدنيا من حيث ما حضر أصله بقوله : أنا مدينة العلم وعليّ بابها ،
__________________
١ ـ مناقب ابن شهر اشوب : ٢ / ٥٥ ، عنه البحار : ٤٠ / ١٧٠ ـ ١٧١.
٢ ـ هو أبو حفص عمر بن أبي الحسن الحموي الأصل ، المصري المولد والدار ، عرف بابن الفارض لأنّ أباه ـ على ما يظهر من هذا اللقب ـ كان يكتب فروض النساء علي الرجال. « مقدمة ديوانه المطبوع ».
والبيت المذكور هو في ص ٧٥ من الديوان.