هذا بدل دينارك ، ثم استعبر النبي [ باكياً ] (١) وقال : الحمد لله الذي لم يمتني حتى رأيت في ابنتي ما رأى زكريّا لمريم. (٢)
وأمّا شجاعته فهي أشهر من أن تشهر ، حتى انّ النبي صلىاللهعليهوآله كان يهدّد به قريشاً.
روي (٣) عن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنّه قال لأهل الطائف : والّذي نفسي بيده لتقيمنّ الصلاة ، ولتؤتنّ الزكاة ، أو لأرسلنّ [ إليكم ] (٤) رجلاً منّي ـ أو كنفسي ـ فليضربنّ أعناق مقاتليكم ، وليسبينّ ذراريكم ، ثمّ أخذ بيد عليّ فقال : هذا (٥).
وروي عن الرضا عليهالسلام أنّه قال : قوله سبحانه : ( وَالذِينَ مَعَهُ أشِدَّاءٌ عَلَى الكُفَّارِ ) (٦) أنّ عليّاً منهم. (٧)
فواعجباً لمن يقايس من لم يصب محجمة [ من ] (٨) دم في جاهليّته ولا إسلام مع من علم أنّه قتل في يوم بدر خمساً وثلاثين رجلاً مبارزاً دون الجرحى ، وكانوا من أماثل قريش وابطالها وشجعانها والمشهورين بالنجدة والبأس ، حتى سمّى الله سبحانه واقعة بدر بالبطشة الكبرى ، وما ذاك إلا لهلاك من هلك فيها ، فإنّه حصل بقتلهم هظيمة عظيمة في الشرك وأهله ، وكانت
____________
١ و ٨ ـ من المناقب.
٢ ـ مناقب ابن شهراشوب : ٢ / ٧٦ ـ ٧٧ ، عنه البحار : ٤١ / ٣٠.
٣ ـ في المناقب : تاريخ النسوي : قال عبد الرحمان بن عوف : قال النبي ...
٤ ـ من المناقب. وفيه « لأبعثنّ » بدل « لأرسلنّ ».
٥ ـ في المناقب : قال : فرأى الناس انّه عنى أبا بكر وعمر! فأخذ بيد عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، فقال : هذا.
٦ ـ سورة الفتح : ٢٩.
٧ ـ مناقب ابن شهراشوب : ٢ / ٨٥ ، عنه البحار : ٤١ / ٦٨.