يا مديد العمر صل صبا تقضّى عمره |
|
في انتظار واشفِهِ بالوصل من عـلّته |
يا إلهي إن تقضّى أجلي من قبل أن |
|
تقض لي بالسعد في دنياي من رؤيته |
فامح عنّي موبقات ليس تحصى كثرة |
|
واجعلنّي يوم حشر الخلق فـي زمرته |
أقول : إنّ هذه الجملة المعترضة التي قرّرتها ، والأبيات المسطّرة التي ذكرتها ، ليست من ملازمات المجلس المذكور ، ولا من غصون المقصد المذكور ، لكن لما صبّت الصبابة شآبيبها على قلبي ، وأضرمت الكآبة لهيبها في لبّي ، وذلك لما ألقى الله على لسان الحائد عن الحقّ ، ونطق به الجاحد من الصدق ، وشهد بما هو حجّة عليه في الدنيا والاُخرى ، فصار ومن انتمى إليه نحري الله أحقّ وأحرى ، أوحى جناني إلى لساني ، وألقى بياني على بناني ، هذه الكلمات المحلّاة بترصيعي وتسجيعي ، والأبيات المستمعة بمعاني بياني وبديعي ، فصارت كالعقد في صدر الخريدة ، أو العهد في صدر الجريدة.
ولنرجع إلى تمام المجلس الموعود ، والله المستعان على كلّ جبّار كنود.
الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهمالسلام : كان إبراهيم بن هاشم المخزومي والياً على المدينة ، وكان يجمعنا كلّ يوم جمعة قريباً من المنبر ويشتم عليّاً عليهالسلام ، فلصقت بالمنبر فأغفيت ، وفرأيت القبر قد انفرج فخرج منه رجل عليه ثياب بيض ، فقال لي : يا أبا عبد الله ، ألا يحزنك ما يقول هذا؟
قلت : بلى ، والله.