فقال ابن عبّاس : لا طاقة لك بحجج المخلوق ، فكيف طاقتك بحجج الخالق؟ (١)
ولمّا رأى أمير المؤمنين انّ الشيطان قد استحوذ ، وانّ ّالآيات والنذر لا تغني عنهم ، زحف عليهالسلام بالناس غداة يوم الجمعة لعشر ليال خلون من جمادى الآخرة سنة ستّ وثلاثين ، وعلى ميمنته الأشتر وسعيد بن قيس ، وعلى ميسرته عمّار بن ياسر وشريح بن هانىء ، وعلى القلب محمد بن أبي بكر وعديّ بن حاتم ، وعلى الجناح زياد بن كعب وحجر بن عديّ ، وعلى الكمين عمرو بن الحمق وجندب بن زهير ، وعلى الرجّالة أبو قتادة الأنصاري ، وأعطى رايته محمد بن الحنفيّة ، ثم أوقفهم من صلاة الغداة إلى صلاة الظهر يدعوهم ويناشدهم ، ويقول لعائشة : إنّ الله أمرك أن تقرّي في بيتك ، فاتّقي الله وارجعي ، ويقول لطلحة والزبير : خبّاتما نساءكما وأبرزتما زوجة رسول الله صلىاللهعليهوآله واستغررتماها! (٢)
فيقولان : إنّما جئنا للطلب بدم عثمان ، وأن نردّ الأمر شورى.
واُلبست عائشة درعاً ، وضربت على هودجها صفائح حديد ، واُلبس الهودج أيضاً درعاً ، وكان الهودج يومئذ عند لواء أهل البصرة (٣) وهو على جمل يدعى عسكرا. (٤)
ابن مردويه في كتاب الفضائل : أنّ أمير المؤمنين عليهالسلام قال للزبير : أما تذكر يوماً كنت مقبلاً بالمدينة تحدّثني إذ خرج رسول الله صلّى الله عليه
__________________
١ ـ مناقب ابن شهراشوب : ٣ / ١٤٩ ـ ١٥٣ ، عنه البحار : ٣٢ / ١١٧ ح ٩٤.
٢ ـ في المناقب : واستفززتماها.
٣ ـ في المناقب : وكان الهود لواء أهل البصرة.
٤ ـ إلى هنا رواه في أنساب الأشراف : ٢ / ٢٣٩.