بن قيس من البصرة ، وجرير بن عبد الله البجلي من همذان فأتوه إلى (١) الكوفة ، ووجّه جرير إلى معاوية يدعوه إلى طاعته. (٢)
وأمّا عائشة فإنّ أمير المؤمنين ردّها إلى المدينة وأرسل معها قريباً من مائتي امرأة (٣) ، فلم تلبث إلا قليلاً حتى لحقت بمعاوية بالشام ووضعت قميص عثمان ملطّخاً بالدم على رأسها.
فقال عمرو لمعاوية : حرّك لها جوارها نحن (٤) ، فأخذه معاوية وصعد المنبر ، فكان من أمر صفّين ما أنا ذاكره :
لمّا قدم جرير على معاوية يدعوه إلى طاعة أمير المؤمنين عليهالسلام توقّف معاوية وماطل جرير وطاوله حتى قدم عليه شرحبيل ، فصعد معاوية المنبر وخطب ، وقال : أيّها الناس ، قد علمتم أنّي خليفة عمر وعثمان ، وقد قتل عثمان مظلوماً ، وأنا وليّه وابن عمّه وأولى الناس بالطلب بدمه ، فما رأيكم؟
فقالوا : نحن طالبون بدمه.
فدعا عمرو بن العاص ووعده أن يطعمه مصر ـ وكان والياً عليها من قبل عثمان ـ فسار إليه ، وكان يتثاقل في مسيره.
فقال له غلام له يقال له وردان ، تفكّر في أمرك انّ الآخرة مع عليّ والدنيا مع معاوية.
__________________
١ ـ كذا في المناقب ، وفي الأصل : فأقره في.
٢ ـ مناقب ابن شهراشوب : ٣ / ١٦٤.
٣ ـ انظر : تاريخ اليعقوبي : ٢ / ١٨٣ ، تذكرة الخواصّ : ٨١ ، تاريخ الطبري : ٤ / ٥٤٤ ، تجارب الاُمم : ١ / ٣٣١ ، الكامل في التاريخ : ٣ / ٢٥٨ ، فقد ذكرت فيهما كيفيّة إرسال عائشة إلى المدينة ، وفي عدد النساء اللاتي أرسلهنّ أمير المؤمنين عليهالسلام مع عائشة اختلاف.
٤ ـ كذا في الأصل.