فتناكل (١) عنه عليّ عليهالسلام رجاء أن بتبعه عمرو ، فتبعه ، فرجع أمير المؤمنين إليه مرتجزاً :
أنا الـغلام الـقرشـيّ المؤتمن |
|
الماجدُ الأبلج ليـث كـالشطن (٢) |
يرضى به السادة من أهل اليمن |
|
[ من ساكني نجد ومن أهل عَدَن ] (٣) |
أبو الحسين فاعلمن وأبو الحسن |
|
جاك يقـتاد العـنان والرسـن |
فولّى عمرو هارباً ، فطعنه أمير المؤمنين فوقعت في ذيل درعه ، فاستلقى على قفاه وأبدى عورته ، فصفح عنه أمير المؤمنين استحياء وتكرّماً.
فقال له معاوية : أحمد الله الذي عافاك ، وأحمد استك الّذي وقاك.
ففي ذلك يقول أبو نؤاس :
فلا خير في دفع الأذى (٤) بمذلّة |
|
كما ردّها يوماً بسوءته عمرو |
ثمّ دعا أمير المؤمنين معاوية إلى البراز ، فنكل عنه ، فخرج بسر بن أرطاة طامعاً في عليّ ، فصرعه أمير المؤمنين عليهالسلام ، فاستلقى على قفاه وكشف عورته ، فانصرف عليّ عليهالسلام.
فقال أهل العراق (٥) : ويلكم يا أهل الشام ، أما تستحيون من معاملة المخانيث؟ لقد علّمكم رأس المخانيث عمرو في الحرب كشف الاساءة.
ولمّا رأى معاوية كثرة براز عليّ أخذ في الخديعة ، فأنفذ عمرو إلى ربيعة
__________________
١ ـ أي نكص وأظهر الجبن.
٢ ـ الأبلج : المشرق الوجه أو منفصل الحاجبين. والشطن : الحبل المضطرب أو الطويل.
٣ ـ من المانقب ، وليس فيه العجز الأخير : « جاك يقتاد ... ».
٤ ـ في المناقب : الردى.
٥ ـ نسب هذا القول في المناقب إلى أمير المؤمنين عليهالسلام.