اللوزينج والجوزينق وسقتهم الخمر العكبري ، فنام شبيب وتمتّع ابن ملجم معها ، ثمّ قامت فأيقظتهم وعصبت صدورهم بحرير ، وتقلّدوا أسيافهم.
وقيل : إنّ ابن ملجم قال لها : أترضين منّي بضربة واحدة؟
قالت : نعم ، ولكن اعطني سيفك ، فأعطاها فأمست ملطّخة بالسمّ ، ثمّ مضوا وكمنوا له مقابل السدّة ، وحضر الأشعث بن قيس لمعونتهم ، وقال لابن ملجم : النجا النجا لحاجتك ، فقد فضحك الصبح ، فأحسّ حجر بن عديّ بما أراد الأشعث ، فقال : قتلته يا أشعث ، وخرج مبادراً ليمضي إلى أمير المؤمنين عليهالسلام ، فدخل المسجد فسبقه ابن ملجم فضربه بالسيف.
وعن عبد الله بن محمد (١) الأزدي ، قال : أقبل أمير المؤمنين عليهالسلام ينادي : الصلاة الصلاة ، فإذا هو مضروب ، وسمعت قائلاً يقول : الحكم لله يا عليّ لا لك ولا لأصحابك ، وسمعت عليّاً يقول : فزت وربّ الكعبة ، ثمّ قال : لا يفوتنّكم الرجل.
وكان قد ضربه شبيب فأخطأه ووقعت ضربته في الطاق ، ومضى هارباً حتى دخل منزله ودخل عليه ابن عمّ له فرآه يحلّ الحرير عن صدره ، فقال : لعلّك قتلت أمير المؤمنين؟ فاراد أن يقول : لا ، فقال : نعم ، فقتله الأزدي.
وأمّا ابن ملجم فإنّ رجلاً من همدان لحقه وطرح عليه قطيفة وصرعه.
وانسلّ الثالث بين الناس وأتوا بابن ملجم إلى أمير المؤمنين عليهالسلام ، فقال : النفس بالنفس ، إن أنا متّ فاقتلوه كما قتلني ، وإن سلمت رأيت فيه رأيي.
وفي رواية : إن عشت رأيت فيه رأيي ، وإن هلكت فاصنعوا به ما يفعل
____________
١ ـ في المناقب : محمد بن عبد الله.