وقيل لأمير المؤمنين عليهالسلام : إنّ ابن ملجم يسمّ بسيفه ويقول : إنّه سيقتلك به فتكةً يتحدّث بها العرب ، فبعث إليه ، فقال له : لِم تسمّ سيفك؟
قال : لعدوّي وعدوّك ، فخلّا عنه ، وقال : ما قتلني بعد.
وقال ابن عبد الرحمان السلمي : أخبرني الحسن بن علي عليهالسلام أنّه سمع أباه في ذلك السحر يقول : يا بنيّ ، إنّي رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله الليلة في المنام ، فقلت : يا رسول الله ، ماذا لقيت من اُمّتك من الأود واللدد؟
فقال : ادع عليهم.
فقلت : اللّهمّ أبدلني بهم خيراً منهم ، وأبدلهم بي شرّاً منهم (١). ثم انتبه وجاء مؤذّنه يؤذنه بالصلاة ، فخرج فاعتوره الرجلان ، فأمّا أحدهما فوقعت ضربته في الطاق ، وأمّا الآخر فضربه في رأسه وذلك في صبيحة يوم الجمعة لتسع عشرة من رمضان صبيحة بدر.
وروي أنّه جمع الأطبّاء لأمير المؤمنين عليهالسلام ، وكان أبصرهم بالطبّ أثير (٢) بن عمرو السكوني ، وكان صاحب كسرى يتطبّب له ، وهو الّذي تنسب إليه صحراء أثير فأخذ رئة شاة حارّة فتتبّع عرقاً منها فأخرجه وأدخله في جراحة أمير المؤمنين عليهالسلام ، ثمّ نفخ العرق واستخرجه فإذا عليه بياض دماغ وإذا الضربة قد وصلت إلى اُمّ رأسه.
____________
١ ـ انظر نهج البلاغة : ٩٩ خطبة رقم ٧٠ ، عنه البحار : ٣٤ / ٧٩ ح ٩٣٦ ، وج ٤٢ / ٢٢٦ ح ٣٧.
٢ ـ كذا في الاستيعاب ، وفي الأصل : كثير ، وفي مقتل أمير المؤمنين لابن أبي الدنيا : ٤٣ ح ٢٨ أنّ طبيبه كان ابن أثير الكندي.