صهر الرسول ومـولاه (١) وناصره |
|
أضحت مـناقبـه نـوراً وبرهانا |
وكان منه على رغم الحـسود لـه |
|
مكان هارون من موسى بن عمرانا |
وكان في الحرب سيفاً صارماً ذكراً |
|
ليثاً إذا ما لـقى الأقـران أقـرانا |
ذكرتُ قـاتـله والـدمـع منـحدر |
|
فقلت سبحـان ربّ الـناس سبحانا |
إنّي لأحـسبه مـا كـان مـن بشرٍ |
|
يخشى المعـاد ولكـن كان شيطانا |
اشقى مــراد إذا عدّت قبـائلـها |
|
وأخسر الناس عند الـله مــيزانا |
كعاقـر الـناقة الاولى التي جلبت |
|
على ثمود بأرض الحجر خـسرانا |
قد كان يخبرهم أن سوف يخضبها |
|
قبل المـنيـّة أزماناً فـأزمـانـا |
فلا عـفا الله عـنه مـا تحـمّله |
|
ولا سقـى قبر عمـران بن حِطّانا |
لقوله فـي شقـيٍّ ظـلّ مجـترماً |
|
ونال ما ناله ظـلـماً وعـدوانـا |
يا ضربـة مـن تقـيّ ما أراد بها |
|
إلاّ ليبلغ من ذي الـعرش رضوانا |
بل ضربة من غويّ أورثـته لظى |
|
وسوف يلقى بها الرحمن غـضبانا |
كأنّه لـم يـرد قـصداً بضـربته |
|
إلاّ ليصلى عذاب الخلـد نيـرانـا (٢) |
قلت : يا من حبّه أعظم وسائلي إلى ربّي في حشري ، ويا من ذكره أطيب ما يخطر بقلبي ويمرّ بفكري ، ويا من ولاه رأس إيماني واعتقادي ، ويا من مدحه راحة روحي وأقصى مرادي ، مصابك جدّد أحزاني ، وهيّج أشجاني ، وقرّح مقلتي ، وأجرى عبرتي ، وأسهر ناظري ، وأظهر سرائري ، كلّما أردت أن اُكفكف دموعي ذكت نيران الأسى في ضلوعي ، وكيف لا اُذيب فؤادي بنار حسراتي ، واُصاعده دماً من شؤوني بتصاعد زفراتي ، وأشقّ لمصابك فؤادي لا
____________
١ ـ في الغدير : صهر النبيّ ومولانا.
٢ ـ الغدير : ١ / ٣٢٦ ـ ٣٢٧.