ثلاث قصور لم تر في الجنّة مثلها ، قالت : لمن هذه القصور؟
قالوا : لفاطمة بنت محمد.
قال : فكأنّها دخلت قصراً من تلك ودارت [ فيه ] (١) فرأت سريراً قد مال على ثلاث قوائم ، فقالت : ما لهذا السرير قد مال على ثلاث قوائم؟ فلمّا أصبحت دخلت على رسول الله صلىاللهعليهوآله وقصّت القصّة.
فقال النبي صلىاللهعليهوآله : معاشر آل عبد المطّلب ، ليس لكم الدنيا ، إنّما لكم الآخرة ، وميعادكم الجنّة ، ما تصنعون بالدنيا فإنّها زائلة غرّارة ، فأمرها النبي صلىاللهعليهوآله أن تردّ الخاتم تحت المصلّى ، فردّته ، ثمّ نامت على المصلّى فرأت في المنام أنّها دخلت الجنة ، ودخلت ذلك القصر ، ورأت السرير على أربع قوائم ، فسألت عن حاله : فقالوا : رددت الخاتم فرجع السرير إلى هيئته.
أبو جعفر الطوسي : عن الصادق عليهالسلام ؛ وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه أنّه لمّا استخرج أمير المؤمنين عليهالسلام للبيعة من منزله خرجت فاطمة حتى انتهت إلى القبر وقالت : خلّوا عن ابن عمّي ، فوالذي بعث محمداً بالحقّ لأن لم تخلّوا عنه لأنشرنّ شعري ، ولأضعنّ قميص رسول الله صلىاللهعليهوآله على رأسي ، ولأصرخنّ إلى الله (٢) ، فما ناقة صالح بأكرم على الله منّي ، ولا الفصيل على الله بأكرم من ولدي (٣).
قال سلمان : فوالله رأيت أساس حيطان المسجد قد تقلّعت من أسفلها
__________________
١ ـ من المناقب.
٢ ـ كذا في المناقب ، وفي الأصل : ولأخرجنّ.
٣ ـ في المناقب : فما ناقة صالح بأكرم على الله من ولدي.