عميس اُسبوعاً بوصيّة خديجة إليها ، فدعا لها النبي صلىاللهعليهوآله في دنياها وآخرتها.
ثمّ أتاهما في صبيحتهما ، وقال : السلام عليكم ، أدخل رحمكما الله ، ففتحت له أسماء الباب ، وكانا نائمين تحت الكساء ، فقال : على حالكما ، فأدخل رجليه بين أرجلهما ، فأخبر الله عن أورادهما ( تَتَجَافَى جُنُوبُهُم عَنِ المَضَاجِعِ ) (١) الآية ، فسأل عليّاً : كيف وجدت أهلك؟
قال : نعم العون على طاعة الله.
وسأل فاطمة ، فقال : كيف وجدتِ بعلك؟
فقالت : خير بعل.
فقال : اللّهمّ اجمع شملهما ، وألّف بين قلوبهما ، واجعلهما وذرّيّتهما من ورثة جنّة النعيم ، وارزقهما ذرّيّة طيّبة طاهرة مباركة ، واجعل في ذرّيّتهما البركة ، واجعلهم أئمّة يهدون بأمرك إلى طاعتك ، ويأمرون بما يرضيك ، ثمّ أمر بخروج أسماء ، وقال : جزاك الله خيراً ، ثمّ خلا بها بعد ذلك بإشارة الرسول صلىاللهعليهوآله .
وروي أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله لمّا كانت صبيحة عرس فاطمة جاء النبي بعسّ (٢) فيه لبن ، فقال لفاطمة : اشربي فداك أبوك ، وقال لعليّ : اشرب فداك ابن عمّك. (٣)
__________________
١ ـ سورة السجدة : ١٦.
٢ ـ العسّ : القدح أو الغناء الكبير.
٣ ـ مناقب ابن شهراشوب : ٣ / ٣٤٩ ـ ٣٥٦ ، عنه البحار : ٤٣ / ١١١ ـ ١١٧ ح ٢٣ و ٢٤.