أمسوا جياعاً وهم أشـبالي |
|
أصغرهما يقتل في القـتال |
بكربلاء يقـتل باغتـيال |
|
لقاتليه الويل مع الوبال |
تهوي به النار إلى سفال |
|
كبولة زادت على الاكبـال |
ثمّ عمدت إلى جميع ما على الخوان من الخبز فأعطته اليتيم وباتوا جياعاً لم يذوقوا إلا الماء ، وأصبحوا صيّاماً ، فعمدت فاطمة إلى الثلث الباقي من الصوف فغزلته ، وطحنت الباقي من الشعير وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص لكلّ واحد قرصاً ، وصلّى أمير المؤمنين عليهالسلام مع رسول الله صلىاللهعليهوآله صفلاة المغرب ، وأتى المنزل فوضع الخوان وجلسوا خمستهم ، فأوّل لقمة كسرها أمير المؤمنين عليهالسلام وأراد وضعها في فيه إذا أسير من اُسارى المشركين ينادي بالباب : السلام عليكم يا أهل بيت محمد ، تأسروننا وتشدّونا ولا تطعمونا ، فرمى أمير المؤمنين عليهالسلام باللقمة من يده ، ثم قال :
فاطم يـا بنت النـبي أحمـد |
|
بنـت نـبيّ سيـّد مـسـدّد (١) |
قد جاءنا (٢) الأسير ليس يهتدي |
|
مكـبّلاً فـي غـلـّه مقـيـّد |
يشكو إلينا الجـوع قـد تقدّد |
|
من يطعم اليوم يجده فـي غد |
عند العليّ الواحـد المـوحّد |
|
ما يزرع الزارع سوف يحصد |
[ فأعطيه ولا تجعليه ينكد ] (٣)
__________________
١ ـ في الأمالي : مسوّد.
٢ ـ في الأمالي : جاءك.
٣ ـ من الأمالي.