وإنما قبلت شهادتهم على الناس لسائر الأنبياء ، لأنهم لم يفرقوا بين أحد منهم وعلموا أخبارهم من كتابهم على لسان نبيهم ، ولاعتراف سائر الأمم يومئذ بفضلهم على سواهم ، وقد تقدم ذكر هذا فى سورة الأنعام عند قوله : «وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً» الآية.
ولما ندبهم لأداء الشهادة على الأمم جميعا طلب منهم دوام عبادته والاعتصام بحبله المتين فقال :
(فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللهِ هُوَ مَوْلاكُمْ) أي فقابلوا هذه النعم العظيمة بالقيام بشكرها ، فأدّوا حق الله عليكم بطاعته فيما أوجب وترك ما حرم ، ومن أهم ذلك إقامة الصلاة التي هى وصلة بينكم وبين ربكم ، وإيتاء الزكاة التي هى طهرة أبدانكم ، وصلة ما بينكم وبين إخوانكم ، واستعينوا بالله فى جميع أموركم ، وهو ناصركم على من يعاديكم.
ثم علل الاعتصام به بقوله :
(فَنِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) أي إن من تولاه كفاه كل ما أهمه ، وإذا نصر أحدا أعلاه على كل من خاصمه ، إذ لا ناصر فى الحقيقة سواه ولا ولىّ غيره ، فله الحمد وهو رب العالمين.
خلاصة ما تضمنته السورة من الحكم والأحكام
(١) وصف حال يوم القيامة وما فيه من شدائد وأهوال تشيب منها الولدان.
(٢) جدال عبدة الأصنام والأوثان بلا حجة ولا برهان.
(٣) إثبات البعث وإقامة الأدلة عليه.
(٤) وصف المنافقين المذبذبين فى دينهم وعدم ثباتهم على حال واحدة.
(٥) ما أعد الله لعباده المؤمنين من الثواب المقيم فى جنات النعيم.