طائرات وغواصات وسفن خربية وآلات للهدم والتدمير ، وجند حذقوا فنون الحرب ، ويلوا أساليبها المختلفة.
(٣) أن يقوم أبناء الحرف المختلفة ، من تجار وصناع وزراع بأداء أعمالهم على الوجه المرضى ، وكل طائفة منها تظاهر الطوائف الأخرى وتعاونها لخير الجميع ، وتقوم بما يجب نحوها من المساعدة فيما يكفل نجاح الأعمال.
(٤) أن تنظّم هذه الطوائف أعمالها بحيث تتوزع هذه المهن بين الأفراد بحسب حاجة الأمة إليها حتى لا تمد يدها إلى غيرها لمعونتها ، ويكون فى كل طائفة جماعة مبرّزون ، يفكرون فيما يرقى شئون الطائفة ، بحيث تنافس أمثالها فى الأمم الأخرى أو تفوقها ، بما أوتيت من حسن التدبير والتصرف.
وهذا حكم أيدته التجارب فى سائر العصور لدى جميع الدول ، فما من أمة تهاونت فى هذه الأمور أو فى شىء منها إلا حكم عليها بالفناء والزوال ، وتواريخ الفرس والروم والأمم الإسلامية والدولة التركية تدل على صدق ما نقول.
ونحو الآية قوله تعالى : «إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ، وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ».
(إِنَّ فِي هذا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عابِدِينَ) أي إن فيما ذكر فى هذه السورة من أنظمة الدول والتسلط على ألطف الأشياء كالهواء ، وعلى أصلبها كالحديد ، ومن الجمع بين حرب الأعداء ، والاستغراق فى ذكر الله ، وتسخير العمال فى المبانى العظيمة ، واستخراج ما فى البحار من أصناف اللآلئ ، وما فى باطن الأرض من مختلف المعادن ـ لكفاية لقوم يجمعون بين العلم والعمل ، إذ يعلمون أن العلم شجرة ، ثمرتها العمل.
فعلى المسلمين قاطبة أن يصدعوا بما أمروا به فى هذا الكتاب ، وأن يعرضوا عن الجاهلين بأمور دينهم ، فالله محاسبهم على أعمالهم ، كما يحاسبهم على قدرهم الجسمية ،