الرأي في الاسطقسات ان يقول (١) ان الكون المطلق غير الاستحالة ، الا ان بعضهم لزم في ذلك أصله وبعضهم لم يلزم في ذلك أصله مثل انكساغورش وابن دقليس. فاما انكساغورش فلم يلزم أصله لأنه يسمى الكون (٢) والفساد المطلق استحالة. واما ابن دقليس فلما كان يضع ان الكون انما هو باجتماع الاسطقسات الأربعة من (٣) المحبة ، والفساد بافتراقها عن البغضة ، وكان يضع ان هذه الاسطقسات غير متغيرة بعضها الى بعض وان فصولها التي هي الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة وغير ذلك من الكيفيات التي تعرض فيها الاستحالة باقية باعيانها فانه (٤) بين أنه لا يوجد على مذهبه استحالة ، اذ كانت الاستحالة انما هي في هذه الفصول. وايضا فلما كان يرى انه لا يمكن ان يكون من الماء نار ، ولا من الأرض ماء ، وبالجملة انه لا يكون واحد من هذه الاجسام الأربعة عن صاحبه على طريق الكون والفساد المطلق (٥) ، فقد يجب ضرورة الا يكون من الأبيض أسود ولا من الصلب لين وهذه هي الاستحالة. وانما كان ذلك واجبا لأنه إذا لم تتغير الاسطقسات بعضها الى بعض لم يكن هنالك موضوع واحد يقبل
__________________
١ ـ يقول : أ ؛ يقولوا : ب ، م.
٢ ـ الكون : أ ؛ التكون : ب ، م.
٣ ـ من : أ.
٤ ـ فهو : أ ؛ فانه : ب ، م.
٥ ـ المطلق : أ.