ذلك من كون الاعراض وفسادها] ، بل نقول (١) كونا ما وفسادا ما لا كونا على الاطلاق ولا فسادا على الاطلاق ، كذلك يشبه ان يعرض للجواهر بعضها مع بعض ، اذ كانت الجواهر التي تتغير بعضها الى بعض مختلفة من قبل ان بعضها تدل على المشار اليه بالتقديم والتحقيق ، اعني الذي هو جوهر اول ومقصود بذاته وبعضها لا يدل على مثل هذا المشار اليه بل انما يدل على مشار متأخر في الجوهرية. مثال / ذلك ان النار لما كانت تدل على المشار إليه الموجود بالتحقيق عند برميندس اكثر من الارض ، سمى النار موجودا والارض غير موجودة. فعلى هذا النحو وما أشبهه يمكن ان يقال في مثل تكوّن النار من الارض انه كون مطلق وفي مثل تكوّن الارض من النار انه كون ما ، لا كون بالاطلاق. وهذه احدى الجهات التي منها يصح ان يقال في بعض الجواهر كائنة باطلاق وفي بعضها لا ، وذلك بحسب ما يعتقد فيها واحد واحد من الناس. وانه لا يحل بصحة هذه الجهة من الاستعمال غلط من غلط في ذلك ، فاعتقد فيما وجوده أكمل انه / أنقص او فيما وجوده انقص انه أكمل. وليس المقصود هاهنا تصحيح قول برميندس ولا غيره. وانما المقصود تصحيح هذه الجهة من الاستعمال ، فهذا فرق واحد من جهة الصورة. وفرق ثان من جهة الهيولى ، وذلك ان اشخاص الجواهر التي الغالب على تركيبها من العناصر الاربع ما كانت فصوله الضدية اقرب الى
_________________
١ ـ مني ؛ وفي الأصل فلنقل.