غير ذلك من الشناعات التي عددت في غير هذا الموضوع. فالأولى إذن ان نضع ان مادة الجسم ونموه هي الهيولى الأولى التي (١) قلنا أنها (٢) واحدة بالعدد كثيرة بالقوة ، لا ان الهيولى جسم موجود بالفعل من جسم ، ولا أنها أيضا نقط وخطوط وسطوح ، فان هذا يلزم عنه الاّ يكون في مكان لا بذاته ولا بالعرض ، وما منه كون العظم قد يجب أن يكون في مكان كما قلنا إما بالذات وإما بالعرض ، بل الهيولى هي الشيء الذي الخطوط والسطوح نهاية لها وحد. ولذلك ليس يوجد في حال من الأحوال مفارقة للأعراض والصور ، إذ كانت النهايات لا يمكن فيها ان تفارق الذي هي نهاية له. وقد نجد التغير في الكون يشبه التغير في النمو في السبب الفاعل والمادي؛ أما في السبب الفاعل فإنه كما ان المتكون إنما يتكون عن شيء موجود بالفعل ، إما من نوع / المتكون وإما من جنسه القريب أو البعيد؛ أما من النوع فمثال الإنسان من الإنسان والنار من النار ، وأما بالجنس البعيد فمثل تكون الصّلب من البارد ، كذلك النامي إنما كان الفاعل فيه شيئا هو وصورة الأجزاء المتكونة واحدة بالنوع فان الفاعل لأجزاء العظم الذي ينمو بها هو العظم ، وكذلك الأمر في سائر ما ينمو. واما في السبب الهيولاني فإنه لمّا كان ليس هاهنا هيولى بالقوة للجسم العام ، على ما تبين ، وإنما هي هيولى لجسم آخر مشار إليه ، وكان النمو إنما هو كون من أجزاء الجسم المشار إليه ، فواجب ان تكون الهيولى لهما واحدة. إلاّ أن هذا الذي وقفنا عليه من أمر مادة النمو ليس هو شيئا يخصه ، بل هو
_________________
١ ـ التي : أ ؛ الذي : ب ، م.
٢ ـ أنها : أ ؛ انه : ب ، م.