شيء عام له وللكون. فأما النمو فانه إذا نظرنا فيه بما يخصه وجب ان يكون مع / وجود مادة الكون فيه جسم ، موجود بالفعل ، وذلك ان النمو لما كان تكوّنا في الكمية ، والاضمحلال فسادا في الكمية ، وكان العظم إنما يزيد من قبل زيادة عظم فيه بالفعل والاّ وجب أن يكون الجسم مؤلفا من النقط وكذلك لا ينقص الا من قبل فساد عظم منه بالفعل ، فواجب أن يكون النمو من شيء هو بالفعل جسم. وأما التكون فلانه في باب الكيفية ليس يلزم ذلك فيه. إلا ان هذا (١) يتلقاه شك / كبير ، وهو ان يكون الجسم يداخل الجسم باسره والاّ كيف ينمو النامي في جميع أجزائه حتى يكون جسمان في مكان واحد؟ وليس لقائل أن يقول أن التكون الذي في النمو ، وان كان في باب الكمية ، فإنه ليس يلزم ان يكوّن بورود جسم على النامي بالفعل ، وذلك أنّا نجد الهواء إذا تكون من الماء انتقل إلى كمية أعظم من غير أن يرد هنالك جسم من خارج فإن هذا ليس هو نموّا وإنما الهيولى الأولى من شأنها أن تقبل الزيادة والنقصان في العظم. وذلك يظهر ظهورا بيّنا إذا تحفظ بالأشياء الموجودة بالذات للنامي وهي الأوائل التي منها ننظر فيه ، وهي ثلاثة : أحدها ان كل نقطة منه وكل جزء محسوس فهو ينمو على مثال واحد وكذلك إذا اضمحل يضمحل في كل جزء محسوس. والثاني أنه إنما ينمو بورود شيء من خارج عليه. والثالث ان يكون الشيء الذي يتصف بالنمو والاضمحلال مشارا إليه وباقيا بعينه. وإذا كان ذلك كذلك فبيّن ان الكمية / التي
___________________
١ ـ هذا : ا ؛ هذه : ب ، م.