بجزء ، بل إن الذي يمكن أن يكون قبوله ببعض الاجزاء اكثر وأقل. ومن هذا الوجه لقائل أن يقول بالثقب مثلما يوجد في المعادن عروق ممتدة قابلة لصورة المعدن المتكون اكثر من سائر أجزاء تلك الارض. فالانفعال والفعل يحدث بين الأشياء متى كان الفاعل والمنفعل غير متحد ، بل كانا شيئين اثنين أحدهما مماس للآخر. واما متى كانا غير متماسين فليس ينفعل أحدهما عن الآخر الا أن يكون ذلك بوساطة جسم آخر بينهما قابلا للانفعال. مثال ذلك أن النار مثلا قد تسخن الشيء بملاقاتها إياه ومباشرتها ، وقد تسخنه وهي منه على بعد بوساطة تسخينها للهواء. فأما أن الشيء ليس يمكن أن يكون منفعلا ببعضه ، وببعض غير منفعل ، فذلك يظهر من هذا القول وذلك أنه إن كان الجسم ليس هو منقسم بكليته بل ينقسم إلى أشياء غير منقسمة إما أجرام وإما سطوح ، فواجب الا يكون منفعلا بجميع أجزائه وإن كان وجود أشياء في الجسم غير منقسمة محال؛ على ما تبين ، فواجب أن تكون طبيعة الجسم كلها واحدة وأن تقبل الانفعال في جميع أجزائها على مثال واحد سواء كان الانفعال من طريق التقسيم وشيئا في باب الكمية ، كما يقول به ديمقراطيس ، او كان شيئا في باب الكيفية ، إلا إن انزالنا اياه شيئا / في باب الكمية محال وشنيع ، وذلك أن هذا القول يبطل الاستحالة ، وذلك أنا نرى الجسم الواحد بعينه يعود مرة رطبا ومرة سيالا وهو ثابت بعينه من غير أن يكون لحقه تقسيم ولا تركيب ولا اختلاف وضع في أجزائه ولا إختلاف ترتيب كما يقول ديمقراطيس ، وذلك إنه لم يبدل طبعه عند ما جمد بأن يتركب ولا بأن ينقسم عند ما سال ، بل هو بعينه مرة سيالا ومرة جامدا صلبا. وايضا فكما أنه لا يمكن أن يكون على هذا