بعضها مفردا عن بعض وإنما توجد مركبة ، فبيّن أنه ينبغي أن يكون عدد الاجسام التي هذه صور لها على عدد التراكيب الممكنة لهذه الكيفيات الأول ولما كانت التراكيب المتولدة عنها ستة ، اثنان غير ممكنتين وهما الحار البارد واليابس الرطب ، وأربعة ممكنة وهي الحار اليابس والحار الرطب والبارد اليابس والبارد الرطب ، فبيّن أنه يجب أن يكون عدد الاسطقسات هذا العدد ، فتكون الاسطقسات أربعة : احدها حار يابس والآخر حار رطب والثالث بارد رطب والرابع بارد يابس. وهذا الذي أدّى إليه القول موافق لما يوجد بالحس في هذه الأجسام الأربعة أعني الماء والنار والهواء والأرض ، وذلك أن النار / حارة يابسة والهواء حار رطب لانه بمنزلة البخار ، والماء بارد رطب ، والأرض باردة يابسة. وإذا كان ذلك كذلك فيلزم عن ذلك أن تكون هذه الأجسام الأربعة أسطقسات ، لا بعضها دون كلها ، كما فعل ذلك كثير من القدماء. فإن الذين جعلوا هذه الأجسام الأول الاسطقسات ، اختلفوا في عددها؛ فبعضهم جعلها واحدة من هذه؛ وبعضهم اثنين؛ وبعضهم ثلاثة؛ وبعضهم الأربعة بأسرها ، وكلهم اجمع على أنه لا يوجد أكثر من هذه. فأما الذين جعلوا الاسطقسات واحدة من هذه ثم جعلوا تولد سائر الأشياء من ذلك الواحد بالتخلخل والتكاثف فقد يلزمهم ضرورة أن يقولوا بأسطقسين لانهم إذا قالوا بالتكاثف والتخلخل فقد قالوا بالحرارة والبرودة وإذا كان هناك ضدان فاعلان فهنالك منفعل وموضوع بالقوة. وأما الذين جعلوها اثنين ، كما فعل برمنيدس ، النار والارض ، فانهم جعلوا المتوسط بين هذين اثنين وجعلوهما مختلطين من الطرفين ، أعني الهواء والماء. وكذلك أيضا الذين جعلوها ثلاثة