ومثل روايتهم ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال اوحى الله سبحانه الي ان قل لابي بكر انى عنك راض فهل انت عني راض (١)
(وكان الجواب) عن ذلك وبالله المستعان وعليه التوفيق ، ان القوم قدرووا ذلك وهم ينقلونه بينهم ، ومن ناصح نفسه وصح له تمييزه ونظر وتدبر في حقايق ما يروونه لم يشتبه عليه باطل جميع هذا وشبهه إذ كان كل باب منه فيه من ادلة الفساد ما لا يخفى على ذي فهم ونظر وتمييز وصحة فكر ، والواجب على طالب النجاة ان يقصد في تحقيق الاثار وصحة الاخبار الى معرفة الشواهد والعلامات والدلائل الواضحات التي يتحقق معها الحق ويبطل بها الباطل ، فاول ما نبدأ به من القول في ذلك انه قد علم ذو الفهم ان الاثار منقولة عن الرسول صلى الله عليه واله وسلم في ايامه وايام من كان بعده من وجهين في الامامة لا ثالث لهما (احدهما) طرق اهل البيت عليهم السلام وشيعتهم (والثاني) طرق الحشوية من اصحاب الحديث ، فمن ادعى من جميع الامة ممن تقدم في الاعصار السالفة غير هذين الوجهين فهو متخرص كذاب ضال مضل فاسد المعرفة داحض الحجة ، وإذا كان ذلك كذلك فيعلم ذو الفهم ان ما كان يرويه الحشويه من طرق اهل البيت وشيعتهم ولم
__________________
(١) قال ابن حجر في الصواعق ص ٤٤ اخرج البغوي وابن عساكر عن ابن عمر قال كنت عند النبي (ص) وعنده أبو بكر الصديق وعليه عباءة قد خللها في صدره بخلال فنزل عليه جبرئيل فقال يا محمد مالي ارى ابا بكر عليه عباءة قد خللها في صدره بخلال فقال يا جبرئيل اتفق ماله علي قبل الفتح قان فان الله يقرأ عليه السلام ويقول قل له اراض انت عني في فقرك هذا ام ساخط فقال أبو بكر اسخط على ربي راض انا عن ربي راض انا عن ربي راض ثم قال ابن حجر وسنده غريب ضعيف جدا ثم قال أبو نعيم عن ابي هريرة وابن مسعود مثله وسندهما ضعيف ايضا وابن عساكر نحوه من حديث ابن عباس
الكاتب