كما رووا جميعا ان رووا جميعا أن أمير المؤمنين عليه السلام قال في مواطن على المنبر وغيره انا الصديق الاكبر فلم ينكر ذلك منه احد بل أذعن له كل من سمعه وصدقه في ذلك ، ولسنا نعرف في هذا الاسم لاحد ادعاه لنفسه غير أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.
وأما ما أدعوه تخرصا وافتراء من قول الله عز وجل (فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى) الى قوله (وسيجنبها الاتقى الذي يؤتى ماله يتزكى) فزعموا ان هذا نزل في أبي بكر ، فسبحان الله ما أجهلهم وأقل تخوفهم (١) اليس قد روى علماؤهم وأصحاب حديثهم مع موافقه أهل البيت عليهم السلام على ذلك أن هذا نزل في رجل من الانصار كان له نخلة في حائط دار رجل آخر من الانصار فكان صاحب الحائط يتأذى بتلك النخلة وصبيانه يترددون الى النخلة فتأذى صاحب الدار وشكا ذلك الى رسول الله (ص) فدعا رسول الله (ص) صاحب النخلة فقال له تجعل هذه النخلة لاخيك هذا يعني صاحب الدار واضمن لك نخلة في الجنة فقال يا رسول الله انا محتاج الى نخلتي في العاجل فلم يفعل فسمع ذلك رجل آخر من الانصار فأقبل الى رسول الله (ص) فقال يا رسول الله أتضمن لي هذه النخلة في الجنة حتى اشتري هذه النخلة وأجعلها لصاحب الدار قال نعم فقال لصاحب النخلة انها لرجل نعرف حائط نخلي في موضع كذا في المدينة قال نعم ـ يعني بستانا
__________________
(١) قال شيخ الطائفة الشيخ الطوسي رحمه الله في تلخيص الشافي ص ٤٢٨ أما قوله (فأما من أعطى واتقى) فأنها عامه في كل من أعطى وصدق فحملها على التخصص بلا دليل اقتراح لان قائله لا يجد فرقا بينه وبين من خصها بغير من ذكروه ، على انهم رووا عن عبد الله بن عباس وأنس ابن مالك وغيرهما انها نزلت في أبي الدحداح الانصاري هو الذي صدق بالحسنى وسمرة بن جندب هو الذي بخل واستغنى ، وإذا تكافأت الروايتان سقطتا وبقيت الاية على عمومها.